أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي" الخاص بالعميل السابق لجهاز الموساد إيلي كوهين، الذي أدى مهمات استخبارية حتى انكشاف أمره وإعدامه في الستينات، جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال أن جهاز المخابرات الموساد قام بعملية سرية معقدة بالتعاون مع جهة استخباراتية شركية تم إحضار الأرشيف السوري الرسمي الخاص بإيلي كوهين الذي يحوي آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لعقود تحت حراسة مشددة.
و خلال مهمته السرية التي استمرت أربع سنوات، نسج كوهين علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة قبل أن يكتشف أمره ويعدم في ساحة المرجة في 18 أيار / مايو 1965
واعتبر مكتب نتنياهو أن كوهين "أسطورة، ومع مرور الزمن ها هو يظهر كأعظم عميل في تاريخ الدولة". وأضاف أن استعادة الأرشيف الخاص به يعكس "التزام إسرائيل الثابت بإعادة جميع مفقودينا وأسرانا ورهائننا" في إشارة ضمنية إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشار بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إلى أن الحصول على هذه المتعلقات هو تتويج لـ"عقود من الجهد الاستخباراتي والعملي والتقني من قبل الموساد للعثور على أي معلومة تتعلق بإيلي كوهين بهدف كشف مصيره ومكان دفنه". وأوضح أن محاولات عديدة جرت على مر السنين بينها تلك التي نفذت "داخل دول معادية" لمعرفة ما حصل لكوهين.
وتشمل المواد المسترجعة وصية أصلية كتبها كوهين بخط يده قبل ساعات من إعدامه، وتسجيلات صوتية وملفات من استجوابه واستجواب من كانوا على اتصال به، ورسائل كتبها لعائلته في إسرائيل وصور من مهمته في سوريا.
كما تتضمن مقتنيات شخصية نُقلت من منزله بعد اعتقاله، منها جوازات سفر مزورة وصور له مع مسؤولين عسكريين وحكوميين سوريين رفيعي المستوى، إضافة إلى دفاتر لتدوين الملاحظات ويوميات تسرد مهام الموساد. كذلك، تم والعثور على ملف يحمل اسم "نادية كوهين" يتضمن تفاصيل مراقبة أجهزة الأمن السورية للحملة التي قادتها زوجته للمطالبة بالإفراج عنه.
وأفاد مسؤول فلسطيني في سوريا لوكالة فرانس برس كانون الأول/ديسمبر، بعد أيام من سقوط حكم الأسد، بأن إسرائيل تحاول عبر وسطاء معرفة مكان رفات كوهين وجندي اسرائيلي مفقود استطاعت دولة الاحتلال تحديد مكان دفنه وقامت باسترجاع رفاته في عملية أخرى.
وفي صيف 2018، أعلنت إسرائيل أنّها استعادت ساعة يد كوهين التي كانت جزءاً من "هويته العربية الزائفة" وذلك بفضل "عملية خاصّة نفّذها الموساد في دولة عدوّة". وسرت حينها معلومات بشأن مفاوضات تجريها إسرائيل مع روسيا الحليفة للأسد، من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتّى رفاته.