في تطور لافت على صعيد النقل الجوي السوري، أعلن مستثمرون سوريون وإماراتيون عن إطلاق شركة الطيران الجديدة "فلاي شام"، التي ستبدأ قريبًا عملياتها بأسطول حديث من طائرات إيرباص A320، واضعة نصب أعينها تقديم خدمات عالية الجودة تُركّز على الراحة والسلامة، مع عروض ترويجية خاصة في بداياتها.
وتطمح الشركة إلى إعادة وصل سوريا جوًا بالعالم، وتوسيع شبكة الرحلات الإقليمية والدولية، في وقت لا تزال فيه البلاد تعاني من عزلة جوية فرضتها الحرب والعقوبات الدولية.
قطاع الطيران السوري.. بين القيود والطموحات
لطالما عانى قطاع الطيران المدني السوري من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية منذ اندلاع النزاع في 2011. ويقتصر النشاط حاليًا على الخطوط الجوية السورية الرسمية، وشركة "أجنحة الشام" الخاصة التي استطاعت الاستمرار رغم الضغوط.
مع انطلاق "فلاي شام"، يرتفع عدد شركات الطيران الخاصة في سوريا إلى ثلاث، بعد أن سبقتها "فلاي داماس" التي توقفت لاحقًا عن التشغيل. وتُعَد الشركة الجديدة مؤشرًا على رغبة في تنشيط الاقتصاد السوري عبر فتح قنوات جديدة للتنقل والاستثمار، خاصة من وإلى دول الخليج وأوروبا.
بداية قوية وخطط توسعية
وتُشير المعلومات المتداولة إلى أن الشركة ستُقدّم تذاكر بأسعار ترويجية وخدمات منافسة، مع التركيز على ربط دمشق وحلب بالوجهات الحيوية في المنطقة، تمهيدًا للتوسع نحو أوروبا وآسيا.
لكن تبقى قدرة "فلاي شام" على الإقلاع بثبات مرتبطة بعوامل دولية وإدارية، أبرزها القيود الجوية المفروضة على سوريا، وسبل الالتفاف عليها قانونيًا، إلى جانب كفاءة التشغيل واستقطاب ثقة المسافرين.
ورغم التحديات، يرى مراقبون أن "فلاي شام" قد تمثل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح النسبي في سماء سوريا، إذا ما نجحت في تنفيذ وعودها وتجاوز العقبات التي عرقلت غيرها.
