انفراجة دبلوماسية: سوريا تعلن عن خطوات لإعادة فتح سفارتها في أنقرة وتؤكد رفضها للتدخلات الخارجية

السوري اليوم
الاثنين, 12 مايو - 2025
الاجتماع الثلاثي في أنقرة
الاجتماع الثلاثي في أنقرة

أنقرة – في خطوة مفاجئة على طريق تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة التركية، عن خطوات عملية لإعادة فتح السفارة السورية في أنقرة وافتتاح قنصلية جديدة في مدينة غازي عنتاب، إلى جانب استمرار عمل القنصلية القائمة في إسطنبول. جاء ذلك عقب اجتماع ثلاثي رفيع المستوى جمع وزراء خارجية سوريا وتركيا والأردن، ركز على ملفات الأمن الإقليمي وعودة اللاجئين والوضع في شمال شرق سوريا.

وأكد الشيباني أن عودة اللاجئين الطوعية لا يمكن أن تتحقق في ظل الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سوريا، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في هذه السياسات التي تفاقم معاناة الشعب السوري.

وفي ملف الأمن الإقليمي، ندد الشيباني بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واصفاً إياها بـ"الممنهجة والمقصودة لزعزعة الاستقرار"، ومؤكداً أن "هذه الهجمات أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وتعد انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية". وطالب إسرائيل بـ"التطبيق الكامل لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، والانسحاب الفوري من كافة الأراضي التي تحتلها في الجنوب السوري، والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة".

وأضاف الوزير السوري أن بلاده ترفض أي محاولات لتقسيم سوريا أو فرض هيمنة خارجية تحت أي ذريعة كانت، مشدداً على أن "وحدة الأراضي السورية خط أحمر لا نقبل التفاوض بشأنه".

كما أعرب الشيباني عن أمله في أن تلتزم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالاتفاقات الموقعة مع الحكومة السورية، وتسمح بعودة مؤسسات الدولة للعمل في مناطق شمال شرق البلاد. وأكد أن الحكومة السورية ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، ولن تسمح بأي نشاط لمليشيات مسلحة مدعومة من الخارج.

من جانبه، رحب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بتطور العلاقات مع دمشق، مشيداً بقرار حزب العمال الكردستاني بحل نفسه اليوم، ووصفه بأنه "خطوة إيجابية من شأنها أن تعزز أمن واستقرار المنطقة وتخدم شعوبها". كما جدد فيدان رفض تركيا القاطع لأي تدخل إسرائيلي في الأراضي السورية، معتبراً أنه "يزعزع الأمن ويهدد مستقبل البلاد".

أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، فقد أكد في كلمته على موقف بلاده الداعم لسوريا في مواجهة التحديات الراهنة، معتبراً أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة غير مقبولة على الإطلاق وتشكل انتهاكاً للسيادة السورية". وشدد الصفدي على أهمية التنسيق الثلاثي بين الأردن وسوريا وتركيا، إضافة إلى التعاون مع المجتمع الدولي، من أجل وقف هذه الاعتداءات وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

واختتم اللقاء بالإعلان عن قمة سورية-أردنية حكومية مرتقبة في دمشق، في خطوة جديدة نحو تعزيز التنسيق الإقليمي، حيث أكد الشيباني أن بلاده "متمسكة بالتعاون الأمني مع الأردن وتركيا"، ودعا إلى "مرحلة جديدة من العلاقات المبنية على المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية"