في تطور لافت يعكس تصعيدًا ميدانيًا في الشمال السوري، أقدمت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على تفجير عدة جسور حيوية في ريف حلب الشرقي، بالتوازي مع تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات طالت مدنيين في ريف القامشلي شمال شرق سوريا.
وذكرت وكالة سمارت وفقًا لمصادر محلية، فجّرت "قسد" جسور "الإمام" و"زعرايا" و"تل أبيض" الواقعة على مجرى "الساقية الكبيرة"، في خطوة تهدف إلى قطع طرق الإمداد الحيوية بين مدن منبج والباب باتجاه دير حافر. فيما أبقت على جسرين فقط صالحين للعبور، ما يشير إلى استراتيجية مدروسة للسيطرة على حركة التنقل والإمداد في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية على الرغم من اتفاق سابق بين الحكومة السورية و"قسد" يقضي بانضواء الأخيرة تحت مظلة الدولة السورية وبسط سيطرة القوات الحكومية على مناطق شمال شرق البلاد.
وفي سياق منفصل، داهمت ميليشيات "قسد" قرية المتينية بريف القامشلي في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث نفذت عمليات اقتحام لعدد من منازل المدنيين، ترافقت مع اعتداءات جسدية وترهيب للنساء والأطفال.
وبحسب شهود عيان، تعرض كل من صالح مشعل العباس، الذي فقد ثلاثة من أبنائه في مجزرة المتينية عام 2014، ومجد علي المحمود، ابن الشهيد علي المحمود الذي قضى في المجزرة ذاتها، للضرب والتعنيف الجسدي. كما تم اعتقال طلال علي المحمود، شقيق مجد، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وتثير هذه الممارسات المتكررة من قبل "قسد" موجة استياء وغضب شعبي في مناطق سيطرتها، وسط اتهامات لها بانتهاك حقوق المدنيين والتضييق على حرياتهم.