سوريا ترد على الشروط الأميركية لرفع العقوبات برسالة رسمية

السوري اليوم
السبت, 26 أبريل - 2025
الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع

أكدت وكالة رويترز أن الحكومة السورية سلمت الولايات المتحدة رسالة كتابية تضمن ردّها الرسمي على الشروط الثمانية التي وضعتها الإدارة الأميركية لتخفيف العقوبات المفروضة على دمشق.

وبحسب الوكالة، فإن الرسالة، المؤلفة من أربع صفحات، سُلّمت في 14 نيسان الجاري، وتتماشى في مضمونها مع تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن الدولي، لاسيما فيما يتعلق بملفي الأسلحة الكيميائية والمواطنين الأميركيين المفقودين في سوريا.

ونقلت رويترز عن دبلوماسي كبير وشخص آخر مطّلع أن الرد السوري تناول خمسة من المطالب الأميركية بشكل كامل، بينما ترك ثلاثة مطالب دون حسم. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تسلُّم واشنطن للرد السوري، مشيرًا إلى أن بلاده بصدد تقييمه دون إعلان موقف رسمي حتى الآن، مع التشديد على أن الولايات المتحدة لا تعترف بالحكومة السورية الحالية، وأن أي تطبيع مستقبلي مشروط بأفعال السلطات المؤقتة.

تفاصيل الرد السوري: التزام محدود وتحفظات

تعهدت سوريا في الرسالة بإنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية لتنسيق الجهود المتعلقة بالعثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس، كما كشفت عن خطوات لتعزيز التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

في المقابل، لم تتطرق الرسالة بالتفصيل إلى بعض المطالب الرئيسية مثل إبعاد المقاتلين الأجانب عن الأراضي السورية، ومنح الولايات المتحدة الإذن بشن ضربات جوية ضد أهداف إرهابية. وذكرت الرسالة أن هذه الملفات بحاجة إلى “جلسات تشاورية أوسع”، مع تأكيد تعليق منح الرتب العسكرية للمقاتلين الأجانب بعد الجدل حول ترقيات سابقة.

كما شددت دمشق على أنها لن تسمح بأي تهديد للمصالح الأميركية أو الغربية داخل الأراضي السورية، لكنها امتنعت عن إعطاء موافقة صريحة على تنفيذ ضربات جوية أميركية.

التعاون مع الولايات المتحدة وموقف دمشق من الفصائل الفلسطينية

أشارت الرسالة إلى استمرار التنسيق الأمني بين السلطات السورية والأميركية في عمّان، خصوصًا في ملف مكافحة تنظيم الدولة (داعش)، مع تعبير دمشق عن رغبتها في توسيع هذا التعاون.

وفيما يتعلق بالفصائل الفلسطينية، أكدت الحكومة السورية أن لجنة خاصة شكلت لمراقبة أنشطة تلك الفصائل، وأنه لن يُسمح لأي جماعة مسلحة بالعمل خارج إطار الدولة، مع التشديد على أن سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل.

ومن المتوقع أن يناقش وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مضامين الرسالة بشكل أوسع مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته المرتقبة إلى نيويورك.

يُذكر أن واشنطن كانت قد سلّمت دمشق قائمة بالشروط خلال اجتماع عقد في بروكسل في 18 مارس الماضي، مقابل وعود بتمديد الإعفاءات من العقوبات لعامين إضافيين ومنح تسهيلات اقتصادية جديدة.