من هي المهندسة المغربية التي نددت بـ"تواطؤ مايكروسوفت مع الاحتلال".. وتتهم مسؤولاً كبيراً بـ"تلطخ يديه بالدماء"

السوري اليوم
الأحد, 6 أبريل - 2025
المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد / متداول
المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد / متداول

في خطوة جريئة هزت أروقة شركة "مايكروسوفت"، أثارت المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد، خريجة جامعة هارفارد، ضجة واسعة بعد احتجاج علني نادر من داخل الشركة ضد ما وصفته بـ"تواطؤ مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي"، وذلك خلال الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ50 لتأسيس عملاق التكنولوجيا.

ابتهال، التي وُلدت في الرباط عام 1999 وتخصصت في الذكاء الاصطناعي، وقفت خلال حفل الشركة لتندد بما اعتبرته انحرافًا خطيرًا في سياسات مايكروسوفت، متهمة إياها بتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد اتخذت ابتهال خطوة أكثر جرأة، حين وجهت انتقادات مباشرة لأحد كبار التنفيذيين في الشركة، مصطفى سليمان ، وقالت في كلماتها العلنية: "يداك ملوثة بالدماء، لأنك تقود مشاريع تسهم في دعم الاحتلال الصهيوني بوسائل تكنولوجية مدمّرة."

هذا الموقف العلني أمام زملائها ومديريها لم يكن بلا ثمن، فقد وضعت ابتهال مستقبلها المهني على المحك، في واحدة من أندر حوادث الاحتجاج العلني داخل كبرى شركات التكنولوجيا العالمية. حيث تواجه مثل هذه المواقف عادة بالعزل الوظيفي أو حملات تشويه مهنية، خاصة حين يكون المستهدف شخصية رفيعة داخل الشركة.

ابتهال، التي بدأت رحلتها في عالم التكنولوجيا ببرنامج "TechGirls" عام 2016، وتمكنت من نيل منحة للدراسة في جامعة هارفارد، كانت دائمًا صوتًا نسائيًا عربيًا صاعدًا في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن خروجها عن صمتها في لحظة حرجة مثل هذه، شكّل رسالة قوية عن الضمير المهني في زمن تقاطع التكنولوجيا مع السياسات القمعية.

ويطرح موقفها تساؤلات ملحّة حول مدى التزام شركات التكنولوجيا بـ"الحياد الأخلاقي"، وسط تصاعد الانتقادات لتورط شركات وادي السيليكون في دعم أنظمة عسكرية وتنفيذ سياسات رقابية في مناطق النزاع، خصوصًا في فلسطين المحتلة.