بيروت –وكالات دخل الجيش اللبناني صباح اليوم الأربعاء إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا، بعد انسحاب القوات السورية منها، وذلك في إطار تفاهمات بين الجانبين اللبناني والسوري لضبط الأوضاع الأمنية على الحدود ومنع خروقات جديدة.
يأتي هذا التطور بعد مواجهات مسلحة اندلعت بين مسلحين من الطرفين اللبناني والسوري خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى من الجنود السوريين وسبعة من الجيش اللبناني. وأثارت هذه الاشتباكات مخاوف من تصعيد أمني قد يمتد إلى مناطق أخرى على الحدود المشتركة.
اتفاق على وقف إطلاق النار
في محاولة لاحتواء الموقف، عقد وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة اجتماعًا يوم الاثنين الماضي، انتهى بإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين. كما تم الاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني بين الجيشين لضمان عدم تجدد الاشتباكات، مع التشديد على ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب والتسلل غير الشرعي.
بالتزامن مع دخول الجيش اللبناني إلى حوش السيد علي، قامت وحداته بإغلاق عدة معابر غير شرعية على الحدود مع سوريا، وذلك في محاولة لمنع تهريب الأسلحة والبضائع، وهو أحد الأسباب التي ساهمت في تفاقم التوترات الأخيرة.
ورغم الاتفاق، لا تزال المخاوف قائمة من اندلاع توترات جديدة، خاصة أن المنطقة تشهد بين الحين والآخر تحركات لجماعات مسلحة تستغل الفراغ الأمني على الحدود. كما يُخشى أن تؤثر الأوضاع الأمنية في سوريا على استقرار المناطق الحدودية اللبنانية، مما يتطلب تعزيز إجراءات المراقبة والتنسيق بين الطرفين.
وقد رحبت الأوساط السياسية في لبنان وسوريا بالاتفاق، معتبرة أنه خطوة ضرورية لتجنب تصعيد غير محسوب. كما دعا مسؤولون لبنانيون إلى إعادة النظر في آليات ضبط الحدود بما يضمن عدم تكرار الحوادث الأمنية التي شهدتها الأسابيع الماضية.