في مشهد يعكس تمسك الأهالي بروح الثورة السورية، شهدت مدينة رأس العين المحررة في ريف الحسكة احتفالات شعبية بمناسبة الذكرى الـ14 لانطلاق الثورة السورية. وتجمّع الأهالي عند دوار الجوزة الشهير، حيث رفعت الأعلام السورية الثورية، ورددت الهتافات التي تؤكد استمرار الثورة ومطالبها بالحرية والكرامة.
وتأتي هذه الاحتفالات في وقت حُرمت باقي مدن وبلدات محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد من إحياء المناسبة، حيث شنت قسد حملات اعتقال واسعة ضد الناشطين وكل من تجرأ على رفع علم الثورة أو التعبير عن فرحته بهذه الذكرى. وشملت الاعتقالات مدن الحسكة والقامشلي، حيث وثقت مصادر محلية تعرض المعتقلين لممارسات قمعية وقاسية داخل السجون.
رأس العين، الواقعة ضمن مناطق عملية "نبع السلام"، تعد المدينة الوحيدة في الحسكة التي تمكنت من الاحتفال بهذه المناسبة دون تهديد أو قمع، وذلك بعد تحريرها من سيطرة قسد خلال العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا والجيش الوطني السوري عام 2019.
وتعد دوار الجوزة، الذي شهد الفعاليات الاحتفالية، أحد أبرز معالم رأس العين، وهو رمز معروف لسكان المدينة. وقد شهدت المنطقة تجمعات شعبية واسعة، وسط أجواء احتفالية تؤكد تمسك الأهالي بمبادئ الثورة رغم الجراح والمعاناة التي مرت بها المدينة خلال السنوات الماضية.
يذكر أن الاحتفالات تزامنت مع تصعيد أمني في باقي المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قسد، حيث تم تسجيل حالات اختطاف واعتقال تعسفي طالت شباباً وناشطين، وسط قيود مشددة على أي مظاهر للاحتفال بالثورة.
ورغم التحديات، لا تزال رأس العين، المعروفة بـ"عروس الخابور"، تقف كمنارة للصمود في وجه القمع والاستبداد، فيما لا تزال عيون أهلها تتطلع إلى تحرير كامل مدنهم وقراهم، وعودة الحرية لكل أبناء الحسكة.
