قال مصدران لرويترز يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تصرفت بما يتناقض مع ما كان ينظر إليه لفترة طويلة على أنه من المحظورات الدبلوماسية وأجرت محادثات سرية مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بشأن تأمين إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، في وقت حذر فيه الرئيس دونالد ترامب من عواقب وخيمة إذا لم تمتثل الحركة.
وقال البيت الأبيض يوم الأربعاء ردا على سؤال عن المحادثات إن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه تفويض بالتفاوض مباشرة مع حماس، بما يتناقض مع سياسة مستمرة منذ عقود بعدم التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وقال المصدران إن بوهلر أجرى محادثات مباشرة مع حماس في الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية. ولم تتضح بعد هوية الأشخاص الذين مثلوا حماس في المحادثات.
وفي البيت الأبيض، التقى ترامب بمجموعة من الرهائن الذين جرى إطلاق سراحهم في الآونة الأخيرة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ووجه تهديدا قويا جديدا لحماس في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وطالب ترامب حماس “بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا” بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم “وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم”.
وكتب “أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”.
وتابع “وأيضا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!”. وقال ترامب إنه سيكون هناك “جحيم” لاحقا إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
وجاء تحذير ترامب بمثابة تكرار لتهديدات سابقة صدرت عنه.
ولم يحدد ترامب هذه المرة أيضا بالضبط الإجراء الذي قد يتخذه إذا لم تمتثل حماس.
وقال أحد المصدرين إن الجهود تشمل محاولة إطلاق سراح إيدان ألكسندر، من ولاية نيوجيرزي، الذي يُعتقد أنه آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة محتجز لدى حماس. وظهر ألكسندر في مقطع مصور نشرته حماس في نوفمبر تشرين الثاني 2024.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل أربعة رهائن أمريكيين آخرين.
وفي دورها السابق في المساعدة على تأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في حرب غزة، كانت الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل والوسطاء القطريين والمصريين من دون أي اتصالات مباشرة معروفة بين واشنطن وحماس.
وقالت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين “فيما يتعلق بالمفاوضات التي تشيرون إليها، هناك، في المقام الأول، المبعوث الخاص الذي يشارك في تلك المفاوضات ولديه تفويض”.
وأضافت أنه تم استشارة إسرائيل في الأمر، لكنها لم توضح ما إذا كان ذلك حدث قبل أم بعد المحادثات التي وصفتها بأنها جزء من “جهود حسنة النوايا يبذلها الرئيس دونالد ترامب لفعل ما هو صحيح للشعب الأمريكي”.
وقال المصدران إن المحادثات ركزت على إطلاق سراح رهائن أمريكيين ما زالوا محتجزين في غزة، لكنها شملت أيضا مناقشات حول اتفاق أوسع نطاقا لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وكيفية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين إن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يعتزم العودة إلى المنطقة في الأيام المقبلة للتوصل إلى طريقة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أو المضي قدما نحو المرحلة الثانية