دمشق تحتفي بالفن والانتصار في عرض "انتصار وطن"

السوري اليوم
الأربعاء, 19 فبراير - 2025
من العرض المسرحي على خشبة الاوبرا
من العرض المسرحي على خشبة الاوبرا


على خشبة دار الأوبرا بدمشق، اجتمع الفن والموسيقا والتمثيل في مشهد ساحر حمل نبض الثورة وروح الانتصار، حيث أبدع نخبة من المسرحيين والموسيقيين السوريين في تقديم عرض "انتصار وطن"، الذي نظمته مؤسسة "مبدعون من أجل وطن" بالتعاون مع شركة "أجنحة الشام".

افتُتح العرض بمشهد مسرحي قصير جسد معاناة السوريين مع الفساد والمحسوبيات، مسلطًا الضوء على قسوة النظام واستبداده، وصولًا إلى استغلال المآسي الإنسانية خلال كارثة الزلزال وانتشار وباء "كورونا". ومع انتهاء المشهد، انطلق الجمهور في رحلة مؤثرة عبر فيلم وثائقي روى حكاية الثورة منذ شرارتها الأولى عام 2011، مرورًا بالقمع الوحشي، والبراميل المتفجرة، وقصف المدارس والمستشفيات، وحتى لحظة الانتصار، حيث أكد الفيلم أن الوطن يبقى رغم الجراح، وأن إرادة الحرية لا تُهزم.

ورافق الفيلم عرض تمثيلي حي جسد معاناة السوريين في رحلة اللجوء، حيث صور معاناة العائلات وسط الأمواج الهائجة، وفقدان الأحبة، ولحظات الخوف والأمل بحثًا عن بر الأمان، لتتجسد المشاعر على المسرح في تفاعل مؤثر أبكى وألهم الجمهور.


أما الموسيقا، فقد كانت لغة الفرح والانتصار، حيث عزفت جوقة أوركسترا وطنية بقيادة المايسترو كمال سكيكر مقطوعات ثورية تماهت مع روح الحدث، من "يا حرية" للسيدة فيروز، إلى "جنة جنة يا وطنا" للشهيد عبد الباسط الساروت، بالإضافة إلى أغانٍ وطنية وتراثية تفاعل معها الحضور بحرارة، وسط مشاهد راقصة احتفت بتنوع التراث السوري.

وذكرت سانا في تقرير مفصل أن الفعالية جاءت بتوقيع كوكبة من المبدعين، حيث صاغت نصوصها الشاعرة بتول ورد، وأخرجها موسيقيًا المايسترو كمال سكيكر، بينما أبدع الدكتور عجاج سليم في كتابة السيناريو والإخراج، وسليم شامية في إعداد الفيديو والمونتاج السينمائي، بمشاركة طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية والجامعة العربية الدولية.


وفي حديثه عن الحدث، قال المخرج عجاج سليم: "هذا الحفل ليس مجرد عرض مسرحي، بل هو انتصار للحرية ورسالة للعالم بأن سوريا ستظل بلد الإنسانية والمحبة". وأكد المايسترو سكيكر أن الجمع بين الأوركسترا والكورال منح العرض بعدًا فنيًا مميزًا، بينما وصفت الكاتبة بتول ورد العمل بأنه "دمج للألم والأمل في سيمفونية وطنية تحمل إشارات النصر".


بدوره، أكد مدير مؤسسة "مبدعون من أجل وطن"، بهجت عكروش، أن دعم الفن والثقافة هو تأكيد على أن سوريا لا تزال تنبض بالحياة والإبداع، فيما شدد أسامة ساطع، مدير تطوير العلاقات العامة في "أجنحة الشام"، على أن المحبة هي السبيل الوحيد لبناء الوطن.


واختُتمت الفعالية وسط أجواء من الفخر والتفاعل الكبير، بحضور عدد من الدبلوماسيين والشخصيات العامة، في أمسية أكدت أن سوريا، رغم كل التحديات، تبقى موطن الفنون والإبداع، وأرض الأمل والانتصار.