الشرع: نهدف لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة ونرفض الوجود العسكري غير المتفق عليه

السوري اليوم
الثلاثاء, 4 فبراير - 2025
الرئيس السوري أحمدالشرع
الرئيس السوري أحمدالشرع

دمشق – رويترز

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة أجرتها معه مجلة "الإيكونوميست" أن حكومته تسعى إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، رغم عدم إجراء أي اتصالات رسمية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حتى الآن.


وأشار الشرع، الذي تولى الرئاسة بشكل انتقالي الأسبوع الماضي، إلى أن القوات الأمريكية لا تزال موجودة في سوريا دون موافقة الحكومة السورية، مؤكداً أن أي وجود عسكري أجنبي يجب أن يتم بموافقة الدولة المضيفة. ووصف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بأنها "أكبر خطر" يواجه البلاد، داعياً إلى رفعها لإنهاء معاناة الشعب السوري.


وقال الشرع: "أرى أن الرئيس ترامب يسعى للسلام في المنطقة، ويتعين أن تكون من أولوياته رفع العقوبات. الولايات المتحدة ليس لها أي مصلحة في استمرار معاناة الشعب السوري".


يذكر أن الشرع قاد سابقاً جماعة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، قبل أن تنفصل عنه في عام 2016. وقاد هجوماً عسكرياً أطاح بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، مما أدى إلى تشكيل حكومة انتقالية.


وتخضع سوريا لعقوبات اقتصادية صارمة من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية منذ سنوات، بهدف عزل نظام الأسد دولياً بسبب حملات القمع التي نفذها ضد المحتجين، وللضغط من أجل تحقيق حل سياسي للأزمة التي استمرت لأكثر من عقد.


وفي كانون الثاني الماضي، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إعفاءً مؤقتاً من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية لمدة ستة أشهر، وذلك بعد زيارة دبلوماسيين أمريكيين كبار إلى دمشق في ديسمبر.


الوجود العسكري الأمريكي والروسي


وأكد الشرع أن تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة "أصبح بلا معنى" بعد حل جميع الفصائل المسلحة التي قاتلت نظام الأسد. كما أشار إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في شمال وشمال شرق سوريا، الذي بدأ قبل عقد لدعم الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يجب أن ينتهي إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية.


وقال: "في ضوء الدولة السورية الجديدة، أعتقد أن أي وجود عسكري غير قانوني يجب ألا يستمر. ويجب أن يكون أي وجود عسكري في دولة ذات سيادة بموجب اتفاق معين، ولا يوجد اتفاق من هذا القبيل بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية".


وأضاف أن حكومته تعيد تقييم الوجود العسكري الروسي في سوريا أيضاً، حيث أرسلت موسكو مسؤولاً كبيراً إلى دمشق الأسبوع الماضي للتفاوض حول مستقبل قاعدتها البحرية والجوية في البلاد. وأكد أن أي وجود عسكري أجنبي يجب أن يتم بموافقة الدولة المضيفة.


التطبيع مع إسرائيل


وحول إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال الشرع: "نريد السلام مع جميع الأطراف"، لكنه أشار إلى أن هذه القضية حساسة بسبب الحروب الإقليمية واحتلال إسرائيل لهضبة الجولان منذ عام 1967. وأضاف: "هناك أولويات كثيرة لدينا، ومن ثم من السابق لأوانه مناقشة مثل هذا الأمر لأنه يتطلب رأياً عاماً واسع النطاق وإجراءات وقوانين كثيرة".


يذكر أن السفارة الأمريكية في دمشق أوقفت عملياتها منذ عام 2012، ولا تزال العلاقات بين البلدين متوترة بسبب الخلافات حول الملفات الإقليمية والأمنية