تصاعد الاحتجاجات في إيران: صرخة شعب ضد الظلم والفساد

السوري اليوم
السبت, 18 يناير - 2025
جانب من الاحتجاجات في إيرن
جانب من الاحتجاجات في إيرن

الأسبوع الثاني من يناير 2025 شهد تصاعدًا في الاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء إيران. تقاطرت حشود المتقاعدين، والعمال، وشرائح متنوعة من المجتمع إلى الشوارع، احتجاجًا على الظروف المعيشية المتدهورة، والظلم، والسياسات الفاشلة للحكومة. هذه الاحتجاجات التي امتدت إلى مدن مثل شوش، الأهواز، طهران، أصفهان، شيراز، إيلام، كرمانشاه، سنندج، ومناطق أخرى، تعكس استياءً عميقًا لدى الشعب تجاه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

موجة احتجاجات المتقاعدين وشعاراتهم البليغة

في مدينة شوش، خرج المتقاعدون معبرين عن سخطهم من الرواتب المنخفضة والتضخم المشتعل، مرددين: "لن نعيش تحت الظلم؛ سنضحي بحياتنا من أجل الحرية". وفي الأهواز، تجمعوا أمام مبنى الضمان الاجتماعي مندّدين بالفقر والغلاء، مرددين شعار: "عار على هذه العدالة". هذه المظاهرات لم تعبر فقط عن مطالب اقتصادية بل أيضًا عن غضب شعبي تجاه الظلم المستشري في النظام.

في طهران، نظم المعلمون المتقاعدون احتجاجًا للمطالبة بصرف مستحقاتهم المؤجلة. هؤلاء المعلمون الذين لم يتلقوا 60% من مكافآت نهاية الخدمة منذ 16 شهرًا رفعوا شعارات مثل: "رزقنا في فم التنين" و"المعلمون يقظون ويكرهون التمييز". هذا السلوك الحكومي يعكس لامبالاة واضحة تجاه الاحتياجات الأساسية للشعب.

احتجاجات على مشاريع الإسكان المتعثرة

في تبريز، تظاهر المواطنون، خصوصًا المعلمون، بسبب تأخر تسليم وحداتهم السكنية رغم سدادهم لكافة التكاليف. هذا التأخير المصحوب بفرض تكاليف إضافية أثار غضبًا واسعًا. وفي جزيرة قشم، تركزت الاحتجاجات على بيع الأراضي والشواطئ للجهات المرتبطة بالنظام. رفع المحتجون شعارات مثل: "بيع الشواطئ خيانة للأجيال القادمة"، معبرين عن استيائهم من الفساد وقلقهم على الموارد الطبيعية الوطنية.

احتجاجات بيئية وصحية

في إيلام، تظاهر السكان احتجاجًا على التلوث البيئي الناتج عن مصنع الأسمنت. التلوث تسبب في أمراض جلدية وتنفسية، وعقم لدى النساء، وحالات سرطان. طالب المحتجون بوقف الأنشطة الملوثة ومحاسبة المسؤولين عن الأضرار الصحية والبيئية.

المقاومة المدنية ضد القمع

من أبرز مظاهر الاحتجاجات كان الحضور النشط للشباب وشرائح مختلفة من المجتمع في مواجهة سياسات القمع. في سنندج، تجمع الناشطون ضد حكم الإعدام بحق السجينة السياسية بخشان عزيزي، حاملين شعارات تدين الظلم وتطالب بإلغاء الحكم. هذه التحركات تجسد إرادة الشعب لمقاومة السياسات القمعية والدفاع عن حقوق الإنسان.

الأبعاد الاجتماعية والسياسية للاحتجاجات

الاحتجاجات تجاوزت المطالب الاقتصادية لتكون تعبيرًا عن استياء شعبي عميق من فساد النظام وهياكله. تصاعد الاحتجاجات يكشف عن فقدان الثقة الشعبية بالمؤسسات الحكومية، ورغبة قوية في تغيير جذري. شعارات مثل: "سكان ميمند يموتون ولا يقبلون بالذل"، تعكس بوضوح روح المقاومة والإصرار الشعبي.

النظام في مواجهة موجة الغضب

يسعى النظام الإيراني إلى قمع هذه الاحتجاجات عبر الترهيب، لكنه يواجه تحديًا متزايدًا مع تنامي التنسيق الشعبي وامتداد الاحتجاجات إلى مدن متعددة. استمرار هذه التحركات يضيف أعباءً على النظام داخليًا وخارجيًا، ويظهر عجزه عن احتواء الأزمات المتفاقمة.

الخاتمة

تجسد الاحتجاجات الشعبية في الأسبوع الثاني من يناير 2025 أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة في إيران. مع تنامي الوعي الشعبي، وتزايد أعداد المشاركين في الاحتجاجات، وغياب الحلول الحكومية، يبدو أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من النضال المدني. استمرار هذه الدينامية قد يضع النظام أمام ضغوط أكبر، مما يفتح المجال لتحولات جوهرية في المشهد السياسي والاجتماعي.