تُعدّ الفسيفساء من أقدم وأعرق الفنون في الثقافة السورية، إذ تجسد تاريخاً عريقاً يمتد عبر العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، ولا تزال تُمارس كتراث فني متجدد. هذا الفن الزخرفي، الذي يتكون من تجميع قطع صغيرة من الحجر أو الزجاج أو السيراميك، يواصل إبهار العالم بجماله ودقته.
خالد وليد حمادي، من مدينة كفرنبل، هو أحد أبرز ممارسي هذا الفن. منذ أكثر من 25 عاماً، يعمل خالد في مدينة مرسين التركية، حيث أسس شركة متخصصة في فن الفسيفساء. ورث الحرفة عن أقاربه، لكنه تميز فيها بفضل شغفه وإبداعه منذ الصغر.
تنوعت أعمال خالد بين لوحات فنية لشخصيات بارزة وزخرفة الجدران والأماكن الأثرية، سواء داخل سوريا أو خارجها. ويصف خالد الفسيفساء بأنها ليست مجرد حرفة، بل هي فنٌ يروي قصصاً عبر الأجيال.
تأثير التحرير والنصر على الفسيفساء
بعد تحرير سوريا بالكامل، شهد خالد طلباً متزايداً على أعماله، حيث أقبل الناس على هذا الفن كجزء من احتفالات النصر واستعادة التراث. وأوضح خالد أن لديه خططاً لإعادة افتتاح فرع جديد لشركته في مدينة كفرنبل، بمجرد ضمان الاستقرار وعودة السكان.
الفسيفساء: رمز الجمال والتراث
يستمر هذا الفن التقليدي في جمع الأجيال حوله، مؤكداً على مكانته كجزء أصيل من الهوية الفنية السورية والعالمية، حيث يعكس الإبداع والابتكار المتأصل في التاريخ والثقافة السورية
.