مؤتمر بحضور مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق

السوري اليوم
الجمعة, 10 يناير - 2025
جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

عقد الیوم الخمیس، مؤتمر هام بحضور أعضاء من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وشخصيات دولية في ضواحي باريس. هذا الاجتماع شهد حضور السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق. كان الموضوع الأساسي للمؤتمر هو إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومتابعة التحولات في المنطقة.

مريم رجوي:

بدأت مريم رجوي كلمتها بالتأكيد على الوضع الحرج للنظام الإيراني قائلةً: «الهزيمة الاستراتيجية في سوريا ولبنان تعكس بوضوح ضعف النظام وتآكله. النظام الديكتاتوري القادم الذي يجب إسقاطه هو نظام الملالي في إيران». وأضافت: «في عام 2024، شهدنا فرض عقوبات على الانتخابات وزيادة المقاومة في السجون وظهور المزيد من الكوادر الشابة في الكفاح المسلح. كل هذه مؤشرات على قرب انهيار هذا النظام.»

وأستمرت قائلة:

كان عام 2024 حافلًا بالهزائم الثقيلة للنظام الإيراني. فقد شهدنا مقاطعة واسعة لعرضي الانتخابات المزيفين، وتصاعد المقاومة داخل السجون، وتوجه أعداد متزايدة من الشباب نحو وحدات الانتفاضة، مع توسع أنشطتهم.


كما واجه النظام اقتصادًا منهارًا، مع تضخم بنسبة 40% وانتشار الفقر والفساد المالي على نطاق واسع، خاصة بين المسؤولين وقادة حرس النظام. كما شهد النظام انهيارًا متزايدًا بين صفوف الموالين له.

وفي ظل هذه الظروف، تعرض الوكيل الأساسي للنظام، حزب الله اللبناني، لضربة قوية. وفي نهاية المطاف، انهارت الركيزة الأساسية لاستراتيجية خامنئي في المنطقة، وهي دكتاتورية الأسد، في الأشهر الأخيرة من العام. الآن، خامنئي يرى احتمال اندلاع انتفاضة جديدة في الأفق.

لو لم يكن النظام في الداخل الإيراني ضعيفاً وغير مستقر، ولم يكن محاصراً بغضب الشعب، لكان بإمكانه من الصمود في سوريا والحفاظ على أهم حليف له. ما حدث في سوريا يعكس بوضوح ضعف النظام.

إن مزاعم الملالي الحاكمين بأنهم لم يكن لديهم أي قوات في سوريا هي كذبة محضة. لم يكن النظام الإيراني غافلاً عما جرى في سوريا؛ فقد صرّح خامنئي ووزير خارجيته بأنهم أبلغوا بشار الأسد بتحركات المعارضة قبل عدة أشهر. في الواقع، الحقيقة هي أن سقوط بشار الأسد جاء نتيجة انهيار قوات النظام الإيراني في سوريا.

هذه الأحداث تحمل تبعات ثقيلة على وجود النظام الإيراني. حتى الآن، تعرضت هيمنة خامنئي لضربة أساسية. كما تلقت قوة القدس الإرهابية ضربة قاسية، وأصبحت موضع تساؤل حتى داخل صفوف قوات النظام نفسها.

هذه الأوضاع أدت إلى حالة من الذعر بين قوات الباسيج والحرس. وقد دفع ذلك خامنئي إلى الطلب علناً، في أحد خطاباته، من مداحي النظام مواجهة حالة الخوف واليأس التي تسود بين صفوفهم.

إسقاط الدكتاتورية ممكن

أضافت السیدة رجوي قائلة: أهم تأثير للأحداث الأخيرة كان تعزيز روح القتال بين الشباب واستعداد المجتمع لانتفاضات قادمة. أعلى الأجهزة الأمنية للنظام، بما في ذلك وزارة المخابرات ومقر ثار الله – أهم مقر أمني في طهران – أصدرت تعليمات سرية للسيطرة على الاحتجاجات ومنع الأحداث المفاجئة. وقد تضمنت هذه التعليمات صراحة توقع احتمال وقوع انتفاضات جديدة.

رغم الهزائم الثقيلة التي مُني بها النظام في المنطقة والتي لا يمكن تعويضها، لا ينبغي أن يُساء فهم ذلك وكأن خامنئي سيتخلى عن الأسس التي يقوم عليها حكمه. فهو لن يوقف قمع الشعب الإيراني، ولن يتخلى عن برنامجه للسلاح النووي، ولن يعيد النظر في سياساته العدوانية وإشعاله للحروب في المنطقة.

لا يتخذ النظام أي خطوة جادة إلا بهدف خداع الأطراف الغربية، وتسريع تقدمه في مشروع تصنيع الأسلحة النووية. النظام لم يلجأ إلى إشعال الحروب وممارسة القمع والسلاح النووي بسبب قوته، وانما هذه محاولة لكسر الحصار الذي فرضته الانتفاضات عليه، ومواجهة موجة المطالبات بإسقاطه التي تتزايد في المجتمع الإيراني.


اليوم، رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها، يواصل السير على نفس المسار.

قطع أذرع النظام في المنطقة، وتدمير برنامجه النووي والصاروخي، وإجباره على التوقف عن تعذيب وإعدام شباب إيران، لا يتطلب إلا سبيلاً واحداً، وهو إسقاط الاستبداد الديني على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. هذه المقاومة تدافع عن جمهورية ديمقراطية، تعددية، قائمة على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين النساء والرجال، وإيران سلمية وغير نووية.

حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي بكفاح الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام، ومعركة شباب الانتفاضة ضد قوات الحرس.

الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ومعركة وحدات الانتفاضة يشكلان جزءا أساسيا من سياسة حازمة ضد نظام الملالي

إن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ومعركة وحدات الانتفاضة ليس خياراً من بين خيارات متعددة، بل هو الحل الوحيد العملي والممكن في مواجهة الفاشية الدينية التي تحكم إيران.

مايك بومبيو:

أما مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، فقد تحدث في المؤتمر عن الوضع الحالي للنظام الإيراني قائلاً: النظام الإيراني وصل إلى أدنى درجات ضعفه. نرى الآن أن هذا النظام لا يمتلك أي أمل في الاستمرار. سقوط بشار الأسد كان آخر ضربة لهيمنة النظام الإيراني في المنطقة، ولم يعد لهذا النظام أي نفوذ سابق.

النظام الإيراني لا يعدو كونه مجرد ورقة ستتساقط قريباً، والحرية للشعب الإيراني قاب قوسين أو أدنى.

وأكد بمبئو أن هذا هو الوقت المناسب لفهم انهيار النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن النظام الإيراني، الذي كان يفاخر بتوسعه وقوته، قد ظهر كسراب سرعان ما تبخر: "المرشد الأعلى في إيران، مثل الساحر الذي ظهر في رواية ساحر أوز، قد انكشف على حقيقته: شخصية فاسدة تحكم عبر القمع والترهيب فقط".

وأضاف قائلاً: "النظام السوري كان بمثابة حجر الزاوية للمصالح الإيرانية في المنطقة، وهو الآن قد تهاوى تمامًا، ولم يعد للنظام الإيراني أي ساق يقف عليها. روسيا وإيران في السابق حاولتا حماية بشار الأسد بكل ما لديهما من قوى، إلا أن كل محاولاتهما قد باءت بالفشل".


وأكد بمبئو "حزب الله لم يعد حتى ظلًا لما كان عليه في السابق، وآية الله عاجز عن إيقافه. أما حركة حماس فهي على وشك الهزيمة الكاملة والانهيار في غزة، حيث تم القضاء على قيادتها، واختفى كبار قادتها. القيادة في إيران الآن عاجزة وغير قادرة على فعل أي شيء لوقف زوالها. الوضع الأكثر دراماتيكية هو النظام في سوريا، الذي كان يوفر التدفقات ويعمل كجسر بين كل القوى التابعة لإيران. النظام في سوريا ألقى الأسلحة الكيماوية على شعبه وقتل شعبه بدعم كامل من القيادة الإيرانية. والآن، هذا النظام انسحب. لم يعد لدى الأسد ساقان للوقوف عليهما، وهو الآن محطم ويختبئ في بلد آخر، على أمل أن يتمكن فقط من البقاء على قيد الحياة على الرغم من الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه.

كما تعلمون، أعتقد أن حقيقة سقوطه بسرعة كبيرة، وأنه كان مجرد نمر من ورق، تخبر العالم أن آية الله قد انتهى وأن وقته قد انتهى. أعتقد أننا جميعًا نستطيع أن نرى أن هذا الوضع مدمر لشخص مثل آية الله."

وأضاف:"لقد تم الكشف عن آية الله، الساحر في إيران، على حقيقته الآن. إنه شخصية فاسدة لا تحكم إلا بالخوف والإرهاب."

وأشار قائلاً:"الرئيس ترامب سيعود إلى منصبه. لقد تحدث بالتفصيل عن إعادة حملة الضغط القصوى التي أثبتت نجاحها. وهذا يقودني إلى نقطة يجب أن نفكر فيها جميعًا هذا الصباح وفي الأيام المقبلة. يمكننا أن نشعر بأن نهاية النظام في متناول اليد. أنتم المقاومة، أنتم على الطريق الصحيح. أحب المجيء إلى هنا لأن الطاقة تذكرني بما نعرفه جميعًا، وهو هذا الحل، هذا التغيير الإيجابي."

وأكد بومبيو:"تعلمون أنه لا يمكنكم الاعتماد على الحرس الثوري الإيراني لتعديل طرقه. سيستمرون في كونهم قمعيين. القوة التي يمثلها هذا النظام لن يغير أحد طبيعتها. التظاهر بذلك لن يؤدي إلا إلى استمرار حكم رجال الدين في إيران. إيران لن تتحرر إلا من خلال أولئك الذين ضحوا لعقود من الزمن، ودفعوا الثمن الأغلى، وصمدوا في وجه المجازر والسجون. ولن يتحررها إلا من خلالكم. بارك الله فيكم جميعاً على العمل الشاق الذي قمتم به والعمل الذي ينتظركم."

وأردف قائلاً:"لقد أظهرت تجربة سوريا كيف أن التغيير يمكن أن يتحقق من خلال القوى التي كرست جهودها على الأرض. الحلفاء خارج إيران، بتاريخهم الطويل وقدراتهم التنظيمية المثيرة للإعجاب، لديهم قوة مجربة في المعارك. لقد واجهت منظمة مجاهدي خلق النظام لعقود من الزمن في إيران. كانت المنظمة أحد أكبر الضحايا المستهدفين في عام 1988، حيث شهدت مذبحة 30 ألف سجين سياسي داخل إيران. كانت المنظمة هدفًا للإرهاب في الخارج وموضوعًا لحملات شيطنة ضخمة من قبل النظام في كل أسبوع خلال صلاة الجمعة في جميع أنحاء إيران. النظام كان يستغل كل فرصة ممكنة لرفع الشعارات ضد المقاومة."

وأضاف بومبيو:"لقد عارضت المقاومة هذا النظام، وقد حاولت آلة الدعاية التابعة له وصفها بالطائفة المتشددة. ولو كان الأمر كذلك، لما كنت هنا، ولا كان آلاف البرلمانيين من مختلف أنحاء العالم يقفون إلى جانبها. ولكن الآن، أعتقد أننا جميعًا نعرف الحقيقة. أنتم جميعًا مناضلون من أجل الحرية من الدرجة الأولى."


وأشار إلى دور السيدة مريم رجوي قائلاً:"في خطابها في العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني في البرلمان الأوروبي، أوضحت السيدة رجوي خريطة الطريق لإنهاء النظام وفي فترة الانتقال. هذه الخريطة لا تعتمد على الأمريكيين، بل تعتمد على الشعب الإيراني وشبكة المقاومة المنظمة في الداخل، ووحدات المقاومة المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد. هذه الوحدات ستكون القوة الحاسمة في التحول. وهنا أود أن أتوقف لحظة لأطرح نقطة بالغة الأهمية. إن هذه الخطة لا تطالب بتغيير النظام من الخارج، من الولايات المتحدة أو غيرها. لا تطالب بقوات برية أو حتى أموال من الخارج. السيدة مريم رجوي ذكرت مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد سوى طريق واحد لإنهاء النظام، وهو الطريق الذي يحققه الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة داخل إيران."

وأضاف:"المطلب الأساسي من المجتمع الدولي هو الاعتراف بمحنة الشعب الإيراني وبحق وحدات المقاومة في مواجهة قوات النظام القمعية، وخاصة الحرس الثوري الإيراني. نحن، وكل محبي الحرية، يجب أن نمنحهم هذا الاعتراف. إن خطة السيدة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط تتضمن إجراء انتخابات حرة في غضون ستة أشهر ونصف العام من الإطاحة بالنظام، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، وإيران غير نووية. وهذا يستحق دعم كل دولة."

وخاطب السيدة مريم رجوي قائلاً:"لقد أظهرت حركتك القدرة المذهلة والمرونة لإنهاء وحشية النظام. وكشفتِ عن العديد من تفاصيل المواقع النووية للنظام. لقد كشفتِ من يدير برنامج الأسلحة النووية والصواريخ. والعالم مدين بالكثير لكل هذا العمل الشاق. لقد كانت المقاومة على استعداد لدفع ثمن جاد للغاية، ولديها منصة يمكننا جميعًا دعمها. والآن حشدت دعمًا دوليًا هائلًا أيضًا. إن السياسة الأمريكية الجديدة، مع وصول الإدارة الجديدة، تحتاج إلى خلق مساحة أكبر للمقاومة الإيرانية."

واختتم بومبيو كلمته قائلاً:"إن إيران الحرة والديمقراطية هي الهدف الذي نعمل جميعًا من أجله. هذه الحركة، بقيادة السيدة رجوي، أظهرت للعالم أنها البديل الوحيد القادر على تحقيق هذا الهدف، وإنهاء دكتاتورية الملالي."