باغت الهجوم الخاطف الذي شنّه تحالف من فصائل المعارضة الزمرة الحاكمة في سوريا وفي مقدّمها الرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا، متخلياً عن معاونيه الذين لجأ عدد منهم إلى دول مجاورة وبعيدة.
لم يصطحب معه سوى بضعة أشخاص الذي سافر إلى موسكو عبر مطار حميميم العسكري الروسي في غرب البلاد،
،بينهم أقرب معاونيه منصور عزام، أمين عام شؤون رئاسة الجمهورية، بحسب مصدرين
كما رافقه مستشاره الاقتصادي يسار إبراهيم الذي يدير الإمبراطورية المالية لبشار وزوجته أسماء، بحسب مصدر مطلع
ماهر الأسد
ولم يخبر الأسد شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة المكلفة بحماية دمشق، بهروبه إلى روسيا.
وتوجه الشقيق الأصغر بمروحية إلى العراق، تاركاً خلفه جنوده، بحسب مصدر عسكري سوري. وقال مسؤول أمني عراقي لفرانس برس إنّ ماهر الأسد وصل بطائرة في السابع من كانون الأول/ديسمبر إلى بغداد حيث مكث لنحو خمسة أيام. وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان ماهر انتقل إلى شمال غرب العراق أو طار إلى روسيا هو الآخر.
ودخلت زوجة ماهر، منال جدعان، وابنها لبنان وغادراه عبر المطار، على ما أفاد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي.
ويشتبه بتورط شقيق الأسد في جرائم ضد الإنسانية بسبب الهجمات الكيميائية التي ارتكبت في سوريا في آب/أغسطس 2013، وقد أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية بحقّه. 0
علي مملوك
وأكّد مسؤول عسكري في النظام السابق أنّ اللواء علي مملوك الذي كان يتمتع بنفوذ أمني كبير، وصل إلى روسيا عبر العراق، في حين دخل نجله لبنان قبل أن يغادره إلى الخارج، بحسب مصدر أمني لبناني.
جميل الحسن
والجمعة، تلقّى القضاء اللبناني برقية أميركية من الإنتربول "طلبت توقيف جميل الحسن إذا ما كان متواجداً على الأراضي اللبنانية، أو في حال دخوله لبنان، وتسليمه إلى السلطات الأميركية". وتتّهم البرقية الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية السابق، بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، وتحمّله المسؤولية المباشرة عن إلقاء آلاف الأطنان من البرميل المتفجّرة على الشعب السوري وقتل آلاف المدنيين الأبرياء بمساعدة مسؤولين عسكريين وأمنيين".
وأفاد مصدر قضائي لبناني فرانس برس بأنّه ليست لديه أي معلومات عن وجود الحسن على الأراضي اللبنانية، لكنه أكد أنه سيتم اعتقاله في حال ثبت وجوده.
وقضت محاكم فرنسية غيابياً بسجن مملوك وجميل الحسن مدى الحياة بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. :56
بثينة شعبان
ومن الشخصيات البارزة الأخرى التي هربت في اللحظة الأخيرة بثينة شعبان، المترجمة السابقة لحافظ الأسد والمستشارة السياسية لابنه بشار. وتوجهت شعبان إلى لبنان ليل 7 إلى 8 كانون الأول/ديسمبر، وغادرت عبر مطاره إلى أبو ظبي، بحسب أحد أصدقائها في بيروت.
كما فر كفاح مجاهد، قائد كتائب حزب البعث، الذراع العسكرية للحزب الحاكم السابق، على متن قارب إلى لبنان، بحسب مصدر في الحزب.
ولجأ مسؤولون آخرون إلى بلداتهم وقراهم في المناطق العلوية، على ما أفاد البعض منهم.
آل مخلوف
من ناحية أخرى، قضى رجل الأعمال إيهاب مخلوف، ابن خال بشار الأسد، في 7 كانون الأول/ديسمبر، أثناء محاولته الفرار من دمشق، وأصيب شقيقه التوأم إياد، بحسب مسؤول عسكري في النظام السابق. وتردّد أنّ شقيقهما الأكبر رامي مخلوف الذي يُعتبر أغنى رجل في سوريا ورمز الفساد فيها والذي تمّ تقليص نفوذه خلال السنوات الأخيرة، موجود حالياً في الإمارات.
"بطانة" ماهر الاسد
من بين الشخصيات لتي دخلت الأراضي اللبنانية، بحسب مصدر أمني وآخر في أوساط الأعمال، غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد، ورجلا الأعمال محمد حمشو وخالد قدور المقربان من ماهر الأسد، وكذلك أيضاً سامر الدبس وسمير حسن. واستفاد جميعهم من مزايا حصلوا عليها بسبب قربهم من النظام.
وذكر وزير لبناني سابق كان مقربا من السلطات السورية أن العديد من كبار الضباط حصلوا على عبور آمن من الروس للوصول إلى قاعدة حميميم. وأشار المصدر نفسه إلى أن ذلك كان بمثابة مكافأة لأنهم أمروا قواتهم بعدم القتال ضد الفصائل المعارضة لتجنب إراقة الدماء.