أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة "آر بي كي" الروسية، أن قرار تنحي بشار الأسد عن منصبه كرئيس لسوريا كان "قرارًا شخصيًا". وأضاف بيسكوف، رداً على أسئلة الصحفيين حول دور روسيا في مغادرة الأسد لمنصبه ولجوئه إلى موسكو، أن "ترك منصب رئيس الدولة كان قرارًا شخصيًا للأسد. أما بقية الأمور، فلا تعليق عليها".
يأتي ذلك بعد أن أعلنت قوى المعارضة السورية، في ليلة 8 ديسمبر 2024، عن سيطرتها على العاصمة دمشق وإسقاط نظام الأسد. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الروسية، بحسب "آر بي كي"، أن الأسد أجرى قبل ذلك مفاوضات مع "عدد من أطراف النزاع المسلح في الأراضي السورية" حسب وصفها، وأن موسكو لم تشارك في هذه المحادثات.
وبحسب وكالة "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر لم تسمها، فإن الأجهزة الخاصة الروسية هي التي نظمت عملية هروب الأسد، مستخدمةً قاعدة روسية في سوريا لنقله. وقالت الوكالة إن موسكو أقنعت الأسد بأن قواته قد هزمت في مواجهة المعارضة المسلحة.
وفي تطور لاحق، نفى الكرملين ما تردد عن فرض قيود على حركة الأسد في موسكو وتجميد أصوله، وذلك رداً على تقارير نشرتها صحيفة "هابرترك" التركية. وبحسب وكالة "آر بي كي"، فقد صرح بيسكوف بأن "المعلومات المتعلقة بفرض قيود على مغادرة الأسد لموسكو وتجميد أصوله غير صحيحة". كما نفى بيسكوف ما تردد عن طلب أسماء الأسد الطلاق بسبب استيائها من ظروف الحياة في روسيا ورغبتها في الانتقال إلى لندن، وأكد أن هذه المعلومات "غير صحيحة".
ودعمت روسيا نظام الأسد طوال فترة الأزمة السورية، وقدمت له الدعم العسكري والسياسي. هذا الدعم الروسي كان حاسماً في بقاء النظام في السلطة رغم الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة، حتى سقوطه، على يد فصائل المعارضة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" في 8 ديمسبر 2024، وفرار الأسد إلى موسكو طالباً للجوء فيها.
وفيما يتعلق بمصير الأسد، ذكرت "صحيفة الغارديان" أن الأسد وعائلته سيقيمون في مكان منعزل، بعيداً عن الأضواء، وأنهم لن ينعموا بحياة مترفة كما قد يتصور البعض. ووفقاً لـ "إكسبرس"، فإن الأسد يمتلك ثروة شخصية تقدر بـ 1.5 مليار جنيه إسترليني في حسابات خارجية وشركات وهمية، بالإضافة إلى 18 شقة في منطقة ناطحات السحاب بموسكو. ورغم أن الكرملين سمح للأسد باللجوء، إلا أن بعض المحللين يرون أن الأسد قد يتحول إلى ورقة مساومة في يد روسيا للحفاظ على نفوذها في سوريا.
ودعت منظمة "الخوذ البيضاء" السورية، وفقاً لـ"لوموند"، روسيا إلى الضغط على الأسد للكشف عن خرائط السجون السرية وقوائم المعتقلين. وتطالب المعارضة السورية والمجتمع الدولي بتسليم الأسد لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على جرائم الحرب التي ارتكبها
ووفقاً لخبيرة إقليمية، تدعى ميغان ساكليف، فإن الأسد قد يكون "ورقة في يد روسيا"، تستخدمها في المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة حول وضع القوات الروسية في سوريا. وتضيف ساكليف أن "لحظة يصبح فيها الأسد عبئاً على روسيا، فإنه سيصبح في خطر كبير".