أعلنت الحكومة البريطانية يوم الثلاثاء أنها ستظل تحظر هيئة تحرير الشام ولن ترفعها من قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في الوقت الحالي. على الرغم من ذلك، أكدت داونينج ستريت أن هذا التصنيف لا يمنع الحكومة البريطانية من التواصل مع المجموعة في المستقبل.
التصنيف كمنظمة إرهابية
منذ عام 2017، صنفت بريطانيا هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية بسبب ارتباطها بتنظيم القاعدة. وقد أدرجتها كل من وزارة الخارجية البريطانية والأمم المتحدة على القائمة السوداء كمنظمة إرهابية أجنبية. إلا أن التطورات الأخيرة في سوريا، خاصةً مع سقوط بشار الأسد والتقدم السريع للجماعة، أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت بريطانيا ودول أخرى قد تراجع موقفها وتزيل هذا التصنيف.
الانفصال عن القاعدة ومحاولات الحصول على الشرعية
في السنوات الأخيرة، انفصلت هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة تحت قيادة أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم أبو محمد الجولاني. سعت المجموعة إلى تعزيز شرعيتها الدولية، وأعلنت عن طموحاتها في حكم سوريا بعد سقوط النظام. وقد أثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة البريطانية ستغير سياستها تجاهها، خاصة مع محاولات التحالف المعارض تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
تصريحات المسؤولين البريطانيين
خلال زيارة له للسعودية يوم الاثنين، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “من المبكر للغاية” التفكير في تغيير السياسة بشأن وضع هيئة تحرير الشام. وأوضح أن الحكومة ستظل “حذرة” في تقييم تحركات المجموعة، مضيفًا أن بريطانيا ستراقب عن كثب تصرفات الهيئة والأطراف الأخرى في النزاع السوري وكيفية تعاملهم مع المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المجموعة.
إمكانية التواصل مع المنظمات المحظورة
أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى أن هيئة تحرير الشام قدمت “تطمينات” بشأن الأقليات في بعض المناطق السورية مثل حلب وحماة ودمشق، كما تعهدت بالتعاون مع المجتمع الدولي في ما يتعلق بمراقبة الأسلحة الكيميائية. لكنه أكد أن الحكومة البريطانية ستظل تراقب الأفعال الفعلية للمجموعة قبل اتخاذ أي قرار بتغيير تصنيفها.
القانون البريطاني والتواصل مع المنظمات المحظورة
في سياق القانون البريطاني، أكد متحدث باسم كير ستارمر أن وجود هيئة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية لا يعني أنه لا يمكن للحكومة البريطانية التواصل معها. يتيح قانون مكافحة الإرهاب البريطاني للحكومة التواصل مع المنظمات المحظورة في حالات معينة، مثل تشجيعها على الدخول في عملية السلام أو لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
التعليقات الأخيرة من الحكومة البريطانية
في وقت مبكر من يوم الاثنين، تسببت تصريحات بات ماكفادن، الوزير الكبير في الحكومة البريطانية، في بعض الارتباك عندما أشار إلى أن الحكومة قد تدرس رفع تصنيف الإرهاب عن هيئة تحرير الشام قريبًا. لكن الحكومة أبدت رغبتها في مزيد من الوقت لتقييم نوايا أحمد الشرع ومعرفة ما إذا كانت الضمانات التي قدمتها هيئة تحرير الشام ستترجم إلى أفعال حقيقية.