اشتباكات بين الفصائل وقسد قرب كوباني

السوري اليوم
الأربعاء, 11 ديسمبر - 2024
قوات قسد
قوات قسد

اندلعت اشتباكات عنيفة، يوم الثلاثاء، بين إدارة العمليات العسكرية و"قسد" في محيط بلدة كوباني، التي كانت ذات أهمية استراتيجية ورمزية في الصراع السوري.

القتال بين المجموعات المسلحة

تمثل هذه المعركة استمرارًا للتنافس على السلطة والأراضي بين الجماعات المسلحة في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد. فراغ السلطة الذي خلفه النظام المنهار يثير تحركات متعددة بين الميليشيات المدعومة من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وتركيا، مما يزيد من تعقيد الوضع الميداني في البلاد.

وقال فرهاد شامي، المتحدث باسم القوات الكردية، إن “مقاتلين تدعمهم تركيا شنوا هجومًا عنيفًا في محيط كوباني”، وأوضح أن الطائرات الحربية التركية شاركت في الهجمات الجوية.

الهدف الاستراتيجي لتركيا

تسعى تركيا إلى إضعاف القوات الكردية في المنطقة، وهو ما يتناقض مع دعم الولايات المتحدة لهذه القوات. فتركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) فرعًا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة إرهابية، بينما كانت الولايات المتحدة قد تعاونت مع هذه الميليشيات في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

التصعيد في مدينة منبج

وتجددت الاشتباكات في مدينة منبج، حيث استولت القوات المدعومة من تركيا على المدينة يوم الاثنين، لتتقدم شمالًا باتجاه كوباني. ومنذ ذلك الحين، تكثف القتال في المنطقة، وهو ما يشير إلى تصاعد التوترات بين الأكراد وتركيا وحلفائها.

الولايات المتحدة ودورها في المنطقة

كانت كوباني نقطة تحول في تدخل الولايات المتحدة في سوريا عام 2014، عندما دافعت القوات الكردية عن المدينة ضد تنظيم داعش بدعم من الغارات الجوية الأمريكية. هذه الشراكة بين الولايات المتحدة والقوات الكردية في سوريا، المعروفة الآن باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، استمرت لسنوات، لكن الوضع الحالي يشير إلى التحديات المتزايدة لهذه الشراكة بعد الإطاحة بنظام الأسد.

وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، زار الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، القوات الأمريكية في سوريا، حيث تلقى تحديثًا حول الوضع المتطور والجهود الجارية لمنع تنظيم داعش من استغلال الوضع.

الآفاق المستقبلية

هذه الاشتباكات تسلط الضوء على التوترات المستمرة في شمال سوريا، حيث تتنافس قوى متعددة على الأرض. وبالنسبة للولايات المتحدة وتركيا، فإن التنسيق بينهما أصبح أمرًا بالغ الأهمية لتجنب التصعيد ولضمان حماية القوات الأمريكية والشركاء المحليين.