العراق يدرس التدخل في سوريا مع تقدم المعارضة

الجمعة, 6 ديسمبر - 2024
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني


تدرس الأحزاب الحاكمة والفصائل الشيعية في العراق إيجابيات وسلبيات التدخل المسلح في سوريا إذ ترى تقدم المعارضة السنية تهديدا خطيرا مع سيطرتها على مدينتين وتتجه الآن نحو الثالثة.
وتبرأت المعارضة التي تحرز تقدما على الأرض في سوريا اليوم، بقيادة هيئة تحرير الشام، من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وتنفي أي أطماع لها في العراق لكن الفصائل الحاكمة تشكك في هذه التأكيدات.
ونشرت بغداد على حدودها مع سوريا آلاف الجنود من جيشها النظامي وكذلك مقاتلين من قوات الحشد الشعبي، وهي هيئة أمنية تضم تحت لوائها جماعات مسلحة متحالفة مع إيران قاتلت سابقا في سوريا.
وقال سياسي شيعي عراقي ومستشار حكومي ودبلوماسي عربي مطلع إن الأوامر الصادرة حتى الآن هي الدفاع عن الجناح الغربي للعراق وليس التدخل لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن المصادر أشارت إلى أن الحسابات قد تتغير، على الأقل بالنسبة لبعض الفصائل العراقية، اعتمادا على التطورات في حال سيطرت المعارضة على مدينة حمص الكبرى أو إذا سقط الأسد أو إذا تعرض الشيعة للاضطهاد.
كانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن مئات المقاتلين العراقيين عبروا إلى سوريا للمساعدة في تعزيز القوات الحكومية وانضموا إلى مقاتلي كتائب حزب الله العراقية وجماعة حزب الله اللبنانية الموجودين بالفعل في البلاد، لكن لم تحدث حتى الآن تعبئة جماعية من العراق.
وقال فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي في كلمة نقلها التلفزيون يوم الجمعة “موقف الحكومة العراقية منذ البداية هو أن العراق وإن لم يكن طرفا في الأزمة، فإن عليه الوقاية في ظل ما يجري في دولة مجاورة له، وسوريا تمثل مجالنا الأمني الحيوي الذي لا يمكن فصله عن العراق وكل من يقول غير ذلك واهم”.
* السوداني يسعى إلى تجنب صراع إقليمي
العراق الذي يقوده تحالف تغلب عليه أحزاب سياسية شيعية وجماعات مسلحة مرتبطة بإيران من الأطراف الفاعلة الرئيسية في محور المقاومة المدعوم من طهران الذي يضم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة وجماعة حزب الله في لبنان.
لكن حكومة البلاد بقيادة رئيس الوزراء المعتدل محمد شياع السوداني تحاول بشتى الطرق تجنب الانجرار إلى صراع إقليمي متصاعد، وتسعى إلى التركيز على إعادة الإعمار بعد أكثر من عقدين من الحرب.
وتتباين التوجهات داخل الائتلاف الحاكم في العراق، إذ تميل بعض الأطراف التي حاربت إلى جانب الأسد في وقت سابق ولديها مصالح في سوريا إلى التدخل مجددا، في حين ترى أطراف أخرى أن مثل هذا التدخل يهدد الاستقرار.
والتقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره السوري بسام صباغ في بغداد يوم الأربعاء، وقال إن العراق يتابع التطورات في سوريا بقلق بالغ.