أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في شمال غربي سوريا، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية والعودة إلى العملية السياسية. جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي شدد على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية وضمان مرور آمن للنازحين.
تصعيد غير مسبوق يغير خريطة المواجهة
وأشار دوجاريك إلى أن الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة السورية تحت مسمى “ردع العدوان” أدى إلى تغييرات كبيرة في خطوط المواجهة التي ظلت ثابتة منذ عام 2020. وذكر أن المعارضة سيطرت على كامل محافظة إدلب وأجزاء من مدينة حلب وريفها، مع استمرار معارك عنيفة في حماة.
وأضاف أن هذا التصعيد العسكري أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين ونزوح عشرات الآلاف، إلى جانب تدمير البنية التحتية المدنية وتعطيل الخدمات الأساسية، بما فيها الإغاثة الإنسانية.
دعوة للعودة إلى الحل السياسي
دعا غوتيريش جميع الأطراف إلى العودة فوراً إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254. وأكد أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق مستقبل آمن ومستقر للشعب السوري.
وأشار دوجاريك إلى أن السوريين يستحقون أفقاً سياسياً بعيداً عن الدماء والمعاناة، مطالباً الأطراف بالعمل مع المبعوث الأممي الخاص لسوريا لوضع خطة شاملة للخروج من الصراع.
أزمة إنسانية متفاقمة
على الصعيد الإنساني، كشف دوجاريك أن عمليات الإغاثة في أجزاء من إدلب وحماة وحلب متوقفة بشكل كبير بسبب المخاوف الأمنية، مما حال دون وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين.
وأشار إلى أن العاملين الإنسانيين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المخازن ومرافق الإغاثة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيزيد من الاحتياجات بشكل حاد.
جهود أممية مستمرة رغم العقبات
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمم المتحدة وشركاءها من المنظمات الإنسانية ملتزمون بالبقاء والعمل رغم الظروف الصعبة، مشيراً إلى أن 15 منظمة غير حكومية على الأقل تقدم الدعم لمراكز استقبال النازحين وتوفر الغذاء والماء والوقود والخيام والخدمات الصحية.
استهداف المدنيين والبنية التحتية
على الجانب الآخر، صعّدت قوات النظام السوري هجماتها على المناطق التي فقدت السيطرة عليها، مستهدفة الأحياء السكنية والمرافق الحيوية، بما فيها مستشفيات ومراكز إيواء. وأدت الهجمات إلى مقتل المئات وإصابة 261 آخرين، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري.
فصل الشتاء يزيد من التحديات
مع استمرار الأزمة الإنسانية، حذر دوجاريك من أن فصل الشتاء سيضاعف الاحتياجات الإنسانية، خاصة مع توقف الخدمات الأساسية وانقطاع الدعم عن الكثير من المناطق المتضررة.