سيطرت فصائل سورية معارضة على "غالبية" مدينة حلب ومطارها، وتقدمت في محافظتين مجاورتين، فيما أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي أجرى اتصالين برئيس الوزراء العراقي والرئيس الإماراتي، أن سوريا قادرة على "دحرهم" مهما اشتدت هجماتهم.
وبدأت الفصائل التي تشكل محافظة إدلب معقلها في شمال غرب سوريا، هجوما غير مسبوق الأربعاء على مناطق في محافظة حلب، وتمكنت ليل الجمعة من دخول مدينة حلب، لأول مرة منذ استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار.
وباتت هيئة تحرير الشام تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على "غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون"، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت "من دون مقاومة كبيرة" من الجيش السوري والميلشييات المتحالفة معه، والمدعومة من إيران.
وأعلنت قيادة الفصائل حظر التجول من الساعة الخامسة عصر السبت حتى الخامسة من عصر الأحد حفاظا على سلامة السكان.
واستهدفت غارات روسية ليل الجمعة أحياء المدينة للمرة الأولى منذ العام 2016، وصباح السبت حي الفرقان "تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة" الى الفصائل المقاتلة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل 16 مدنيا على الأقل السبت، بحسب المرصد، جراء "غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، استهدفت سيارات مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل"، إحدى النقاط التي تقدمت اليها الفصائل المقاتلة.
وتمكن مقاتلو الفصائل بعد ظهر السبت من السيطرة على مطار حلب، ثاني أكبر مطار دولي بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوي مدني تحت سيطرتهم.
وأسفرت العمليات العسكرية منذ الأربعاء عن مقتل 327 شخصا على الأقل، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة ومئة من عناصر جيش النظام السوري ومجموعات موالية له، إضافة إلى 44 مدنيا، وفق المرصد..
وإلى جانب حلب، تقدمت الفصائل المعارضة إلى ريفي حماة الشمالي وإدلب الشرقي، حيث سيطرت على "عشرات البلدات الاستراتيجية"، بينها خان شيخون ومعرة النعمان (إدلب) واللطامنة ومورك وكفرزيتا (حماة).
وأفاد المرصد عصر السبت عن انسحاب جيش النظام السوري من مدينة حماة في وسط البلاد. لكن مصدرا عسكريا نفى ذلك وقال إن وحدات الجيش "تتمركز في مواقعها في ريفي المحافظة الشمالي والشرقي". وأضاف "يقوم الطيران الحربي السوري والروسي الصديق باستهداف تجمعات" الفصائل وخطوط إمدادها.