أجرى المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الروسي فلاديمير بوتن مكالمة هاتفية استمرت ساعة، وهي الأولى من نوعها بين بوتن وزعيم دولة غربية كبرى منذ أواخر عام 2022. ركزت المحادثة، التي بادر بها شولتز، على احتمالات إنهاء الحرب في أوكرانيا.
تفاصيل الاتصال
دعا شولتز بوتن لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا لم تحقق أهدافها بعد ثلاث سنوات تقريبًا. كما أدان الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية، وأكد استمرار دعم ألمانيا لأوكرانيا. وحذر شولتز من خطورة نشر قوات كورية شمالية لدعم روسيا، واصفًا ذلك بأنه تصعيد خطير.
من جانبه، أبلغ بوتن شولتز بأن أي اتفاق سلام يجب أن يستند إلى “الحقائق الإقليمية الجديدة” وأن يعالج “الأسباب الجذرية للصراع”، في إشارة إلى المطالب الروسية المتعلقة بالأراضي الأوكرانية وضمانات حياد أوكرانيا.
أبعاد المكالمة
رغم الانتقادات الألمانية للغزو الروسي، أظهرت المكالمة رغبة غربية في استئناف الحوار مع الكرملين. يأتي ذلك وسط تغيرات في المشهد السياسي الغربي بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، الذي أبدى شكوكه في استمرار المساعدات الأمريكية لأوكرانيا وتعهد بالضغط من أجل محادثات سلام فورية.
وفقًا لمحللين، قد تكون المكالمة محاولة أوروبية للحفاظ على دورها في أي مفاوضات محتملة تقودها الولايات المتحدة.
ردود فعل دولية ومحلية
• أوكرانيا: وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرار شولتز بالتحدث مع بوتن بأنه “صندوق باندورا”، محذرًا من أن بوتن قد يستغل ذلك لكسر العزلة الدولية المفروضة على روسيا.
• روسيا: رحب المعلقون المؤيدون للكرملين بالمكالمة كدليل على فشل الغرب في عزل روسيا، مؤكدين أنها قد تمهد لاتصالات أخرى مع قادة غربيين.
• ألمانيا: تأتي المكالمة في وقت يواجه فيه شولتز ضغوطًا سياسية داخلية، حيث تتزايد الدعوات من أحزاب شعبوية في أقصى اليمين واليسار لإنهاء دعم أوكرانيا.
المشهد القادم
تزامنًا مع اقتراب قمة مجموعة العشرين في البرازيل، يبدو أن الاتصال يمثل خطوة محسوبة من الطرفين. ومع إعلان بوتن عدم حضوره القمة بسبب مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، يبقى التوتر الدولي بشأن الحرب الأوكرانية في تصاعد مستمر.