أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن مواقف بلاده تجاه قضايا إقليمية رئيسية شملت الملف السوري والعلاقات مع الولايات المتحدة، مؤكداً على أهمية الدور التركي في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية.
الحوار المباشر مع الأسد وإعادة اللاجئين
وفي مقابلة مع قناة “A Haber” التركية، أشار فيدان إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبدى موقفاً واضحاً بدعوته إلى حوار مباشر مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كخطوة لكسر الجمود في العلاقات السورية-التركية. وأوضح أن أردوغان اقترح لقاءً مباشراً بين صانعي القرار لحل المشكلات العالقة، بعد سنوات من الاجتماعات غير المثمرة بين الأطراف المختلفة بوساطة إيران وروسيا.
وقال فيدان: “قاد الرئيس بنفسه عملية أستانا بالتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اجتمع قادة تركيا وإيران وروسيا لتعزيز هذا الإطار. وعلى الرغم من التقدم الذي أُحرز في تجميد الصراع الداخلي في سوريا، إلا أن الحلول الشاملة لا تزال بعيدة المنال”.
وفيما يتعلق بمسألة اللاجئين، أكد فيدان أهمية اتخاذ النظام السوري خطوات جادة لإعادة حوالي 10 ملايين لاجئ سوري يعيشون خارج بلادهم. كما شدد على ضرورة أن تلعب الدول العربية، التي دعمت عودة سوريا إلى الجامعة العربية، دوراً فاعلاً في هذا الملف.
التحديات في العلاقات التركية-الأميركية
تناول فيدان العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود مشكلتين رئيسيتين تعيقان التعاون بين البلدين. الأولى تتعلق بدعم واشنطن لتنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG)، والثانية باستضافة الولايات المتحدة لفتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في عام 2016.
وقال الوزير التركي إن بلاده تعمل على مواجهة التهديدات الأمنية من خلال استراتيجية استباقية تهدف إلى القضاء على قدرات الجماعات المسلحة قبل أن تصل إلى حدودها. وأضاف: “عقدنا نقاشات منتظمة مع الولايات المتحدة حول قضية YPG، وأصبح واضحاً أن تفضيل أي جهة أخرى على تركيا في المنطقة لا يحمل تفسيراً منطقياً”.
تصريحات أردوغان بشأن الأسد
وفي سياق متصل، أعرب الرئيس التركي، الأربعاء الماضي، عن تفاؤله بإمكانية الاجتماع مع بشار الأسد، مشيراً إلى أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يمهد الطريق لوضع العلاقات السورية-التركية على المسار الصحيح. كما نفى أردوغان أن تكون مغادرته قاعة القمة العربية-الإسلامية في الرياض احتجاجاً على كلمة الأسد، مؤكداً أن السبب كان لعقد اجتماع مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
تركيا وسياسة إقليمية أكثر فاعلية
تُظهر تصريحات فيدان وأردوغان أن تركيا تسعى لإعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية من خلال حوار مباشر مع الأطراف المعنية والعمل على مواجهة التحديات الأمنية بشكل حازم. كما تسعى أنقرة لتوظيف علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية لدعم استراتيجيتها في تحقيق الاستقرار، سواء في سوريا أو في إطار علاقاتها مع الولايات المتحدة.