مع مرور مئة يوم على تولي مسعود بزشكيان السلطة، كثر التساؤل حول الإنجازات التي حققتها حكومته في هذه الفترة. وكما هو متعارف عليه في دول كثيرة، تشكل الأيام المئة الأولى للحكومة فرصة لتقديم إنجازات ملموسة والتأكيد على تنفيذ الوعود الانتخابية، لكن يبدو أن حكومة بزشكيان تواجه صعوبة حتى في تقديم أدنى شكل من أشكال التغيير.
من اللافت أن حكومة بزشكيان تجنبت تقديم تقرير شامل يوضح إنجازاتها أو إخفاقاتها. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة آرمان امروز (15 نوفمبر): "حكومة بزشكيان لم تجد ما تبرر به أدائها خلال مئة يوم الأولى، وإن دلّ هذا على شيء، فإنما يدل على غياب رؤية واضحة وافتقار إلى برامج إصلاحية."
وعود كثيرة.. ونتائج معدومة
منذ تولي بزشكيان السلطة، جاءت تصريحاته محملة بالوعود حول تحسين الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد وتهدئة الأجواء الأمنية، إلا أن الواقع يشي بعكس ذلك تماماً. فعلى الرغم من وعوده المزعومة حول تخفيف القيود على الحريات العامة، فإن الوضع الأمني والقيود على الإنترنت والصحافة ما زالت صارمة بل وتزداد تعقيداً، ما أدى إلى تفاقم الاستياء العام.
الوضع الاقتصادي يتدهور أكثر فأكثر
شهدت الأيام المئة الأولى من حكومة بزشكيان ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، حيث ارتفع سعر الدولار بنسبة تتجاوز 25% ليصل إلى 72 ألف تومان، مما أدى إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل متسارع. هذا الارتفاع أثر بشكل كبير على أسعار السلع الأساسية، من الغذاء إلى تكاليف السكن والخدمات العامة. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تجاوزت 30%، في حين ازدادت تكاليف السكن والطاقة بشكل ملحوظ، مما جعل الحياة اليومية للمواطنين أكثر صعوبة.
إعدامات متصاعدة في ظل الخوف من الانتفاضة
خلال مئة يوم من حكم بزشكيان، سُجلت 480 حالة إعدام، وهو رقم غير مسبوق في السنوات الأخيرة، مما يعكس حالة الذعر التي يعاني منها النظام وتخوفه من تصاعد الاحتجاجات الشعبية. لقد برز بزشكيان مدافعاً شرساً عن سياسة الإعدام في عدة مناسبات، مهاجماً جميع من ينتقد هذه السياسة بأقسى العبارات.
صورة قاتمة لواقع حكومي متدهور
في مؤتمر صحفي عقده بزشكيان قبل أسابيع، وصف الحالة العامة للحكومة والمجتمع قائلاً: "نحن على وشك الانهيار في معظم القطاعات من الطاقة والاقتصاد إلى البيئة والتعليم. كلما استمرت الأزمة الحالية، ازدادت الأعباء على المجتمع." بعد مرور مئة يوم على هذه التصريحات، يبدو أن هذه التوقعات باتت واقعاً أشد قتامة، حيث ازدادت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية شراسة وتعقيداً.
في النهاية.. الخيبة والخذلان
صحيفة شرق لخصت حصيلة حكومة بزشكيان بقولها: "وعود بدون تنفيذ، وصورة بلا إنجاز." اليوم، بات المواطنون يتساؤلون عن مصير الوعود الانتخابية، بينما يعاني النظام من تراجع غير مسبوق في شعبيته وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وبدلاً من تنفيذ وعوده، باتت الحكومة تواجه استياءً عاماً يهدد مستقبلها.