تجمع عدد كبير من المعلمين المتقاعدين أمام وزارة التربية والتعليم في طهران، مطالبين بصرف مكافآتهم المتأخرة التي لم تُدفع منذ سنوات رغم مضيّ 30 عامًا من خدمتهم. هؤلاء المعلمون، الذين قدموا من مدن متعددة، أكدوا أن 60٪ من مستحقاتهم لم تُصرف، في وقت تتزايد فيه الاحتجاجات الاجتماعية في مختلف أنحاء البلاد.
وقد ردد المتظاهرون شعارات مثل “وزير عاجز، استقل، استقل”، “كل هذا الظلم، لم تشهد أمة من قبل”، “لو قلّ الاختلاس، ستُحل مشكلتنا”، “يا معلم ارفع صوتك، استعد حقك”، و”هيهات هيهات من كل هذا الطغيان”. هذه الشعارات تعكس حالة الإحباط العميق لدى المتقاعدين بسبب الإهمال وسوء الإدارة المالية المستمر من قبل السلطات.
وعبر اللافتات التي حملوها، والتي كتبت عليها عبارات مثل “وعود فارغة، أُهدرت مكافآتنا” و”إذا كنت إعصارًا لتسرق مكافأتي، فأنا صخرة في طريقك”، أراد المتظاهرون أن يبرزوا معاناتهم برمزية واضحة. واتهموا وزير النظام بتجاهل مسؤولياته عبر الاختباء خلف الشعارات الدينية دون تقديم حلول عملية لمعاناتهم. قال أحدهم: "واجبك هو التعليم، لا التحدث عن الصلاة."
وأظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أن العديد من المتقاعدين قضوا ليلتهم في الحدائق، متحملين البرد للمشاركة في هذا الاحتجاج. وقد بدأ التجمع يوم الأحد ومن المتوقع أن يستمر حتى اليوم التالي.
ومع تنامي التضخم والفقر اللذين يؤثران على جميع الطبقات الاجتماعية، تتوقع الأوساط أن تزداد هذه الاحتجاجات، خاصة مع تدهور العملة الوطنية إلى أدنى مستوياتها.
ويرى بعض المراقبين أن النظام بدلاً من معالجة الأزمات الاقتصادية الداخلية، يخصص موارد ضخمة لدعم جهوده الإقليمية، الأمر الذي يزيد من سخط الشعب ويقرب البلاد من اضطرابات أوسع نطاقًا قد تؤدي إلى تغيير جوهري في المستقبل القريب.