حذّر رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، باولو بينيرو، من أن سوريا تواجه تهديدات متعددة تزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، مشيراً إلى أن البلاد “تُجر إلى الصراع الكارثي الذي يجتاح المنطقة”. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد بينيرو على خطورة الظروف التي يواجهها اللاجئون السوريون، قائلاً إن عودتهم تظل محفوفة بالمخاطر، سواء بسبب القنابل في لبنان أو الانتهاكات في وطنهم.
وأوضح بينيرو أن العديد من النساء والأطفال السوريين يعودون إلى سوريا بمفردهم، في ظل أنماط متزايدة من الاعتقال التعسفي والتجنيد الإجباري الذي يطال الرجال. كما أشار إلى تقارير حديثة تفيد بأن العائدين من لبنان يتعرضون للابتزاز والإيذاء من قبل مجموعات مسلحة عند نقاط التفتيش.
ودعا بينيرو جميع الأطراف إلى “وقف فوري للانتهاكات”، مشدداً على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم الدعم اللازم. كما كشف عن أن نسبة الراغبين في العودة إلى سوريا قبل الأزمة الإقليمية الحالية لم تتجاوز 1.7% من اللاجئين، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن.
وفي سياق العودة “الطوعية”، نوّه بينيرو إلى قرار النظام السوري بتعليق شرط تحويل 100 دولار أميركي للسوريين العائدين عند دخولهم البلاد، لكنه أشار إلى استمرار العقبات، بما فيها التعذيب والإخفاء القسري من قبل قوات الأمن، رغم قرارات محكمة العدل الدولية بمنع هذه الانتهاكات.
وأضاف أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تفتقر للأمان، حيث يتعرض المدنيون للانتهاكات من مختلف الجهات المسلحة. وأعرب بينيرو عن قلقه من تصاعد الهجمات التي يشنها النظام على شمال غربي سوريا، ما أدى إلى مقتل 120 مدنياً وتشريد مئات العائلات في الأسابيع الأخيرة، إلى جانب تزايد الفقر الاجتماعي والاقتصادي الذي يؤثر على حقوقهم الأساسية.
كما انتقد بينيرو الصمت الدولي، قائلاً إن “الإفلات من العقاب أدى إلى تطبيع انتهاك القانون الدولي”. ودعا المجتمع الدولي لبذل الجهود لضمان احترام القانون ووقف الدعم المقدم للأطراف التي ترتكب الجرائم الدولية، مؤكداً أن جميع الشعوب لها الحق في الكرامة والحقوق الأساسية.