شهد الصراع بين إيران وإسرائيل تصعيداً جديداً بعد هجوم شنته إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية فجر السبت، في خطوة بدت مدروسة لتجنب اندلاع حرب شاملة، رغم خطورتها. إذ استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت عسكرية دون المساس بالمواقع النووية الحساسة، تجنباً للتداعيات المتوقعة وفقاً لتحذيرات إدارة بايدن.
ورغم أن طهران قللت من شأن الضربة الإسرائيلية، مشيرة إلى مقتل أربعة جنود فقط، تواجه إيران حالياً قراراً حساساً بين الرد على الهجوم وتكثيف التوترات، أو التريث مما قد يُفسر على أنه موقف ضعيف أمام حلفائها وفي الداخل.
وجاءت الضربة الإسرائيلية بعد إطلاق إيران صواريخ باليستية على إسرائيل رداً على اغتيالات طالت مسؤولين إيرانيين وحلفاء لها. واستهدفت الغارات الإسرائيلية نحو 20 موقعاً عسكرياً، بما فيها بطاريات دفاع جوي ومحطات رادار ومنشآت لإنتاج الصواريخ، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
وأكدت الدفاعات الجوية الإيرانية أنها تصدت للغارات ونجحت في تقليل الأضرار، مشيرة إلى أن الهجمات شملت قواعد عسكرية في ثلاث محافظات، بينما بقيت العاصمة طهران والمطارات المدنية بمنأى عن القصف.
أبعاد التوتر المتصاعد:
• رد إيران: اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل بتصعيد التوترات، مؤكدةً أن طهران “ملزمة بالدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدائية”. فيما قللت وسائل الإعلام المرتبطة بالحرس الثوري من خطورة الهجمات.
• الوضع في غزة ولبنان: يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته في غزة للأسبوع الثالث، بالإضافة إلى اشتباكات في لبنان أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في جباليا، وفق الإعلام الفلسطيني، فيما تدور اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي “حزب الله” في عدة مناطق.
• موقف الولايات المتحدة: أعلن البنتاغون عن إبلاغ واشنطن مسبقاً بخطط الهجوم، حيث تحدث وزير الدفاع لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت للحصول على أحدث المستجدات.
• تحذيرات إسرائيلية: حذرت إسرائيل إيران من مواصلة التصعيد، وصرح المتحدث العسكري دانييل هاجاري بأن الجيش الإسرائيلي سيرد إذا استمرت الهجمات، فيما لم تصدر السلطات تعليمات جديدة للدفاع المدني، مما يشير إلى عدم توقع هجوم إيراني وشيك.
يشير هذا التصعيد إلى تحوّل كبير في العلاقات العدائية بين البلدين، في ظل تدخلات متزايدة لحلفاء الطرفين في الشرق الأوسط، ما يعزز مخاطر اندلاع مواجهات أوسع.