حثت الأمم المتحدة النظام السوري على استقبال اللاجئين السوريين العائدين من لبنان، في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية المستمرة وتفاقم الظروف الأمنية، معتبرة أن هذه التطورات تشكل فرصة للنظام لإظهار التزامه بضمان سلامة العائدين.
جاء ذلك على لسان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الذي أشار إلى أن التصعيد الأخير في لبنان أدى إلى عبور نحو 220 ألف شخص الحدود إلى سوريا، منهم 70% سوريون و30% لبنانيون، واصفاً هذه الأرقام بأنها “تقديرات متحفظة”.
غراندي أوضح في تصريح له من بيروت، يوم الأحد، أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف معبر المصنع الحدودي الرئيسي بين سوريا ولبنان يوم الجمعة الماضي مثل “عقبة كبيرة” أمام استمرار تدفق اللاجئين العائدين، مضيفاً أن الظروف الحالية تمثل فرصة للنظام السوري لإثبات احترامه لسلامة هؤلاء العائدين وتوفير إمكانية عودتهم إلى ديارهم أو مناطق بديلة داخل سوريا.
مخاوف أمنية وخدمات مفقودة تنتظر العائدين
من جانب آخر، أكدت مستشارة الاتصالات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رولا أمين، أن العائدين من لبنان إلى سوريا يواجهون تحديات كبيرة، إذ يعودون إلى منازل مدمرة وبنية تحتية متدهورة، وسط غياب الخدمات الأساسية، كما يفتقرون إلى الموارد الضرورية لتلبية احتياجاتهم اليومية.
وبالإضافة إلى التحديات الخدمية، يواجه العائدون مخاطر أمنية تهدد حياتهم، حيث عبر العديد منهم عن مخاوفهم من التعرض للاعتقال من قبل قوات النظام. وأكد بعض العائدين أنهم تلقوا أوامر بمراجعة الفروع الأمنية في غضون عشرة أيام من عودتهم.
في السياق ذاته، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر في الثاني من الشهر الجاري بأن قوات النظام السوري اعتقلت تسعة أشخاص من العائدين قسراً من لبنان خلال شهر أيلول الماضي، موضحة أن الاعتقالات جرت عند المعابر الحدودية الرسمية وغير الرسمية بين سوريا ولبنان، مما يثير مخاوف إضافية حول مصير اللاجئين العائدين.