صعّدت إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان، حيث تعهدت يوم الخميس بمواصلة “الضربات القوية” ضد مواقع الحزب، مع استمرار عملياتها الجوية المكثفة في اليوم الرابع من التوغل البري، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود إسرائيليين.
وشهدت لبنان موجة من القصف الإسرائيلي المكثف على مدار عشرة أيام، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد. في هذا السياق، ينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين عمليات برية “محدودة” في مواقع متعددة على طول الحدود مع لبنان، ما يثير مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، خاصة مع التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران بعد أن استهدفت إيران إسرائيل بصواريخ يوم الثلاثاء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه خلال الساعات الماضية استهدف 15 موقعًا لحزب الله في منطقة بيروت، بما في ذلك مواقع لإنتاج الأسلحة ومستودعات، بالإضافة إلى بنى تحتية للحزب. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مقر استخبارات تابع للحزب في بيروت.
وفي الجنوب اللبناني وبيروت وضواحيها، طالت الغارات عدة مناطق، بما في ذلك منطقة عاليه شرق بيروت والمعيصرة شمال العاصمة. شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً غارات عنيفة، وصفت بأنها الأشد منذ بداية الحرب. وذكرت مصادر مقربة من حزب الله أن الغارات بلغت إحدى عشرة ضربة قوية هزت الأبنية، وانتشرت أصداؤها إلى خارج بيروت.
وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 151 آخرين بجروح يوم الخميس. منذ 23 أيلول، كثفت إسرائيل هجماتها على حزب الله، الذي أعلن دعمه لقطاع غزة وحماس منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الأول.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، أكد مواصلة استهداف مواقع حزب الله في لبنان، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح للحزب بترسيخ وجوده في هذه المناطق مستقبلاً. وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 15 عنصرًا من حزب الله في غارة استهدفت “مبنى بلدية بنت جبيل” في الجنوب، حيث كانت مخزنة كميات كبيرة من الأسلحة.
وفي ظل استمرار القصف والاشتباكات على الحدود، دعا الجيش الإسرائيلي سكان أكثر من عشرين قرية ومدينة في جنوب لبنان إلى إخلاء منازلهم تحضيرًا لتوسيع العمليات العسكرية.
في الدوحة، عبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن دعم بلاده للبنان، موجّهًا بسرعة تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للمتضررين.