في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدت إلى مقتل قيادي بارز في حزب الله، بدأ العديد من اللبنانيين في وضع خطط طارئة لمواجهة مخاوف من اندلاع حرب شاملة. بالنسبة لمعظمهم، تعني هذه الخطط الانتقال للعيش مع أقاربهم أو استئجار منازل في المناطق اللبنانية ذات الأغلبية المسيحية أو الدرزية أو السنية التي تعتبر أكثر أماناً. بينما يفكر آخرون في الانتقال إلى سوريا المجاورة.
اللجوء إلى سوريا كخيار بديل
رغم أن سوريا لا تزال تشهد نزاعاً منذ 14 عاماً، إلا أن القتال توقف في معظم أنحاءها، ويزور اللبنانيون دمشق بانتظام دون الحاجة إلى تأشيرة. وأشار بعض اللبنانيين إلى أن استئجار شقة في سوريا أرخص بكثير من لبنان. فزهرة غدار، التي شهدت تدمير مبنى سكني في منطقتها بسبب الغارة، قررت الانتقال إلى سوريا بعدما وجدت أن الإيجارات في لبنان ارتفعت بشكل كبير. استأجرت عائلة غدار شقة من أربع غرف نوم في حلب مقابل 150 دولاراً شهرياً. حسبما أكدت ليورو نيوز
خطر الحرب يؤثر على قرارات اللبنانيين
يظل الكثيرون في الضاحية الجنوبية قلقين من احتمال تصاعد الصراع مجدداً. رائد عيسى، الذي كان قد فرّ إلى سوريا مع عائلته خلال حرب 2006، يستعد للعودة إلى منزل في سوريا إذا تدهور الوضع في لبنان. وقد لاحظ الصحفي السوري عزام علي زيادة في عدد اللبنانيين الذين يستأجرون منازل في دمشق بعد الضربة في الضاحية.
الوضع المعقد للاجئين السوريين في لبنان
لم تتسبب المخاوف من اندلاع حرب في هجرة عكسية جماعية للسوريين من لبنان. رغم تراجع القتال في سوريا، إلا أن العديد من اللاجئين يخشون العودة خوفاً من الاعتقال أو التجنيد القسري. ورغم ذلك، يشير بعض السوريين إلى أنهم قد يفكرون في العودة إلى سوريا إذا ما تصاعدت الحرب في لبنان، وإن كانت أعداد هؤلاء قليلة.
تظل الأوضاع في لبنان وسوريا معقدة، وسط مخاوف من تصاعد الصراع واحتمال لجوء اللبنانيين إلى سوريا كملاذ آمن.