أشار مسؤولون إيرانيون هذا الأسبوع إلى أن الهجوم على إسرائيل قد لا يكون وشيكاً، متراجعين عن بعض تهديداتهم السابقة بالانتقام لزعيم حماس إسماعيل هنية، الذي قُتل الشهر الماضي في انفجار في بيت الضيافة الخاص به في طهران. وكانت إيران قد توعدت برد “مدمر” لمعاقبة إسرائيل على اغتيال هنية، لكنها خففت لاحقاً من خطابها.
في بيان صدر يوم الأربعاء، عززت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة موقف الحكومة بأن أي رد “يجب أن يكون محسوباً بعناية” لتجنب التأثير على وقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة. حتى الحرس الثوري الإيراني، المعروف بقوته الأمنية الكبيرة، أشار إلى أن الهجوم قد لا يأتي على الفور، مع تصريح العميد علي محمد نائيني بأن “الوقت في متناول أيدينا. وقد تكون فترة الانتظار لهذا الرد طويلة”.
يبدو أن هذه التصريحات تعكس رغبة إيران في تجنب تصعيد الصراع في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الحساس في الداخل. وكان مقتل هنية في مجمع آمن في طهران قد شكل إحراجاً كبيراً لقوات الأمن الإيرانية، ولكن الحكومة الإيرانية الجديدة بقيادة الرئيس الإصلاحي تسعى لتحقيق وعودها بتحسين الاقتصاد، ما يجعل الدخول في حرب واسعة مع إسرائيل أمراً غير مرغوب فيه.
بعد اغتيال هنية، دخلت المنطقة في حالة تأهب قصوى، حيث استعدت إسرائيل للرد المتوقع من إيران أو لبنان، بينما عززت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط وخليج عمان. ورغم التصريحات العلنية بالانتقام، كانت الرسائل الخاصة من إيران أكثر حذراً، حيث حث المسؤولون الإيرانيون حلفاءهم على ضبط النفس، سعياً لتحقيق التوازن بين استعراض القوة والرغبة في تجنب صراع شامل.
في وقت سابق من هذا العام، ردت إيران على ضربة إسرائيلية ضد مجمع السفارة الإيرانية في دمشق بشن هجوم مباشر شمل إطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي تم اعتراض معظمها.