كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature عن نتائج مهمة فضائية هندية تدعم فرضية القمر المنصهر، والتي تشير إلى أن القمر كان مغطى بمحيط من الصخور المنصهرة عند تشكّله قبل 4.4 مليار سنة. الدراسة استندت إلى بيانات جمعتها مركبة الفضاء الهندية “براجيان”، التي أُرسلت إلى القمر كجزء من مهمة “شاندرايان-3”.
وفقاً للباحثين الهنود، تم العثور على تربة قمرية مماثلة لتلك التي اكتُشفت في بعثات سابقة إلى مناطق أكثر استوائية من القمر. وتشير هذه النتائج إلى أن قشرة القمر تشكلت عندما بدأت الصخور المنصهرة بالتبريد، مما أدى إلى ظهور صخور الأنورثوسيت التي طفت على سطح محيط الصهارة.
سانتوش فاداوالي، الباحث الرئيسي في الدراسة، وصف القمر في تلك الفترة بأنه “كرة حمراء ساخنة” تقترب من الأرض. الدراسة، رغم أنها لم تقدم نتائج علمية مفاجئة، إلا أنها تمثل إنجازاً مهماً لبرنامج الفضاء الهندي، حيث قدمت أول قياسات في الموقع من مناطق المرتفعات القطبية للقمر.
تُعد هذه النتائج خطوة هامة نحو فهم أعمق لتطور القمر، وتدعم نظرية “محيط الصهارة القمري”، والتي تشكلت بموجبها القشرة القمرية نتيجة تفاعلات جيولوجية معقدة. علماء الكواكب يعتبرون القمر بمثابة “حجر رشيد” لفهم العمليات التي شكّلت النظام الشمسي الداخلي، إذ أن سطحه العتيق، غير المتأثر بالصفائح التكتونية كما هو الحال على الأرض، يقدم سجلاً نادراً لتاريخه الجيولوجي.
مع استمرار البحث واستكشاف المزيد من المناطق القمرية، يتوقع العلماء أن تساهم هذه البعثات في إغناء معرفتنا حول تطور الكواكب، ليس فقط في نظامنا الشمسي، بل أيضاً في الأنظمة الكوكبية الأخرى التي تحتوي على كواكب صخرية مشابهة للأرض.