تتواصل الجهود الدبلوماسية التي تقودها إدارة بايدن لإزالة الجمود في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر في غزة. ورغم التفاؤل الأمريكي بإمكانية تحقيق اختراق، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولي حماس يتبنون لهجة متحفظة، حيث يرون أن فرص التوصل إلى اتفاق وشيك ضئيلة.
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته التاسعة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب، أعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وافق على الاقتراح الأميركي الجديد الذي يهدف إلى سد الفجوات بين الجانبين. لكن مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من حماس أكدوا أن الخطة الأمريكية لم تحل الخلافات الجوهرية بين الجانبين.
وفي حين أن حماس أعربت عن انتقاداتها للاقتراح الأميركي ووصفته بأنه “تراجع” عما وافقت عليه سابقاً في يوليو/تموز، فإن الرئيس بايدن ألقى باللوم على حماس في تعطيل وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحركة “تتراجع الآن”.
اكتسبت المفاوضات أهمية متزايدة بعد اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في بيروت. وقد تعهد حزب الله وإيران بالرد، مما يزيد من خطر تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي.
بموجب الاقتراح الأميركي الجديد، ستتمكن القوات الإسرائيلية من مواصلة دورياتها على جزء من حدود غزة مع مصر، وهو مطلب أساسي لنتنياهو. لكن هذا الأمر غير مقبول لحماس، التي تطالب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
كما أعربت مصر عن اعتراضها على الوجود الإسرائيلي في المنطقة المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، محذرة من أنه يشكل تهديداً للأمن القومي المصري.
خلال المحادثات، طلب المسؤولون الأميركيون تأجيل مناقشة فحص النازحين الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة بحثاً عن الأسلحة، وهي قضية تعتبر عقبة رئيسية في المفاوضات.
ومع استمرار الجمود في المفاوضات، يعاني ملايين المدنيين الفلسطينيين في غزة من وطأة الحرب والحرمان، بينما تظل أسر حوالي 109 رهينة محتجزة في غزة في حالة من القلق واليأس. ويطالب البعض بمزيد من الضغط الأمريكي على نتنياهو للتوصل إلى تسوية.