تعيش أكثر من 500 ألف نسمة في مخيم زمزم للنازحين في منطقة دارفور بالسودان، الذي أضحى موقع أول مجاعة مؤكدة في العالم منذ عام 2017. ويواجه سكان المخيم نقصاً حاداً في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، ما يدفع الأمهات إلى إطعام أطفالهن بأوراق الشجر، في حين يلجأ آخرون إلى شرب المياه الملوثة بفعل الفيضانات.
أعلنت لجنتان دوليتان تراقبان الجوع في أنحاء العالم الأسبوع الماضي عن انتشار المجاعة في مخيم زمزم، بعد نحو 16 شهراً من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. ويعد المخيم وغيره من المخيمات حول مدينة الفاشر في دارفور نقطة الصفر لأزمة الجوع التي تجتاح السودان، حيث يعاني نحو 26 مليون سوداني من مستويات أزمات الجوع.
وتتهم منظمات الإغاثة والحكومة الأمريكية كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أغلقت القوات السودانية معظم المعابر الحدودية إلى دارفور، فيما تعيق قوات الدعم السريع وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيمات.
يواجه الأطفال في مخيم زمزم خطر الموت يومياً نتيجة سوء التغذية الحاد، حيث توقفت منظمة “أطباء بلا حدود” عن توزيع الأغذية العلاجية على الأطفال المصابين بسوء التغذية المعتدل، وتركز جهودها على الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد. ولكن مع نقص الإمدادات الطبية والغذائية، تتوقع المنظمة نفاد العلاج المنقذ للحياة في الأسابيع المقبلة.
وقالت زهرة آدم عبد الله، إحدى النازحات في المخيم لصحيفة وول ستريت جورنال، إنها وأطفالها التسعة يعانون من الجوع والمرض بعد أن فروا من الفاشر. وأضافت أن ابنها، الذي أصيب في ساقه واضطر إلى بترها، ويعاني من تعفن جرحه بسبب نقص الرعاية الطبية.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، تعمل مجموعات الإغاثة السودانية المحلية على جمع الأموال وشراء الإمدادات من التجار المحليين الذين يخوضون الطرق الخطرة للوصول إلى الفاشر. ومع ذلك، يستمر الوضع الإنساني في التدهور، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير.
تستمر معاناة سكان مخيم زمزم في ظل نقص الإمدادات الغذائية والطبية، فيما لا يزال الوضع الأمني غير مستقر ويعيق وصول المساعدات الضرورية لإنقاذ حياة آلاف الأطفال والنساء.