إسرائيل تحت قيادة نتنياهو: دولة تتحدى القانون الدولي وسط تصاعد الانقسامات الداخلية

مقال من نيويورك تايمز بتصرف
الجمعة, 2 أغسطس - 2024
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطابا أمام الكونغرس في واشنطن الشهر الماضي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطابا أمام الكونغرس في واشنطن الشهر الماضي

في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن وحلفاؤها تأمين وقف إطلاق النار في غزة، تبدو إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكأنها تتحدى القانون الدولي بشكل متزايد. زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن كانت بمثابة تحدٍ واضح، حيث تعهد بمواصلة الحرب ضد حماس، بالرغم من الإدانة الدولية المتزايدة.

على الرغم من مقتل قادة بارزين من حزب الله وحماس، مثل فؤاد شكر وإسماعيل هنية، فإن ذلك لم يغير المأزق الاستراتيجي لإسرائيل بشأن كيفية إنهاء الحرب، بل زاد من تعقيداتها. نتنياهو، الذي يرفض وقف إطلاق النار الذي تطرحه واشنطن كحل، يرى أن القوة هي السبيل الوحيد لتحقيق الردع الاستراتيجي لإسرائيل، لكنه يجد نفسه في مواجهة داخلية وخارجية متزايدة.


تصاعد الانقسامات داخل إسرائيل

إن استمرار الحرب والاغتيالات والاعتقالات الجماعية للفلسطينيين دون أي رؤية واضحة لإنهاء الصراع أدى إلى اهتزاز الثقة في قيادة نتنياهو. فقد أدى تمكينه للسياسيين اليمينيين المتطرفين مثل إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي وتعريض أسس الدولة الديمقراطية للخطر.

في الداخل، تواجه إسرائيل انقسامات حادة بين أولئك الذين يدعمون موقف نتنياهو الصارم تجاه حماس وأولئك الذين يرون أن النهج الحالي يضعف النسيج الاجتماعي والمؤسسات الديمقراطية في البلاد. التظاهرات التي جرت مؤخراً لدعم الجنود المتهمين بتعذيب سجين فلسطيني تعكس التوتر المتصاعد بين اليمين المتطرف والمؤسسات التقليدية مثل الجيش والقضاء.


التداعيات على الساحة الدولية

على الصعيد الدولي، تتلقى إسرائيل ضربات متزايدة على صورتها. فبينما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية، تتعرض البلاد لانتقادات شديدة بسبب عدم تحقيق أهدافها العسكرية المعلنة وتدهور سمعتها على المستويين الاجتماعي والمحلي.

المحللون يحذرون من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى عزل إسرائيل عن حلفائها التقليديين، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لوقف التصعيد العسكري والتوصل إلى حل سياسي. وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لإنهاء الصراع، فإن إسرائيل تجد نفسها في مواجهة تحديات متزايدة على الساحة الدولية والمحلية.


المستقبل المجهول

مع استمرار الانقسام السياسي والاجتماعي في إسرائيل، يبقى السؤال حول مستقبل البلاد في ظل قيادة نتنياهو قائماً. يتساءل الكثيرون داخل إسرائيل وخارجها عن مدى استدامة هذا النهج، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج.

في النهاية، يبدو أن إسرائيل تواجه لحظة حاسمة في تاريخها، حيث يجب أن تختار بين استمرار السياسات الحالية التي تؤدي إلى مزيد من العنف والانقسام، أو السعي نحو حل سياسي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

المقال الأساسي في صحيفة النيويورك تايمز