وفاة الكاتبة إيدنا أوبراين، التي عبرت عن شغف النساء، عن عمر يناهز 93 عاماً

السوري اليوم
الأحد, 28 يوليو - 2024
الروائية الراحلة إيدنا أوبراين
الروائية الراحلة إيدنا أوبراين

أعلنت دار نشر فابر وفاة الكاتبة الأيرلندية إيدنا أوبراين، التي عُرفت بشهرتها الأدبية للحياة المعقدة لبطلاتها المأساويات، يوم السبت عن عمر 93 عاماً، بعد مرض طويل، حيث تحدثت أوبراين في السنوات الأخيرة عن تلقيها العلاج من السرطان.

كتبت أوبراين عشرات الروايات ومجموعات القصص القصيرة على مدى نحو 60 عاماً، بدءاً برواية "فتيات الريف" عام 1960، التي تناولت الصراعات العاطفية لفتاتين أيرلنديتين تخالفان تقاليد نشأتهما الكاثوليكية. تجسد أعمالها نساء عنيدات، يواجهن رجالًا فظين أو غير مخلصين. كانت أعمالها مبنية على جوانب من سيرتها الذاتية، مما أثار انتقادات في وطنها أيرلندا.

عند ظهورها، اعتبرت رائدة في الأدب، وصوتاً للنساء اللاتي عُبِّر عن عواطفهن بصدق. كتبت الروائية الأمريكية ماري جوردون أنها تعلمت من أسلوب أوبراين في تناول الطفولة. ومع ذلك، لم تكن حركة حقوق المرأة ترحب بها، لجرأتها في تناول المواضيع المرتبطة بالنساء العازبات والعشيقات.

على الرغم من أن أعمالها نالت استحساناً عالمياً أكبر من وطنها، حيث غادرت أيرلندا نهائياً في الستينيات، اعتبرها النقاد تجسيداً لإيرلندا، بينما كانت تُنتقد بشدة في البلاد. حصلت على جوائز عديدة مثل جائزة الإنجاز مدى الحياة من رابطة القلم الأيرلندية عام 2001.

أثارت رواية "فتيات الريف" جدلاً كبيراً، حيث اعتُبرت مصدر إحراج لعائلتها الكاثولكية، ما أدى إلى حظرها في أيرلندا بإشراف الكنيسة، في حين وجدت شهرة واسعة في الخارج. خلال مسيرتها، نشرت أكثر من 20 رواية بالإضافة إلى قصص قصيرة ومسرحيات وأعمال غير روائية.

ولدت جوزفين إيدنا أوبراين في 15 ديسمبر 1930، في مزرعة في مقاطعة كلير، وكانت طفلة وحيدة، تطمح لكتابة القصص. التحقت بدير الرحمة لكنها غادرته لتعمل في دبلن، حيث فتحت أمامها آفاق الكتابة.

عُرفت أوبراين عالمياً برواية "فتيات الريف"، التي كتبتها في فترة إلهام قصيرة، حيث تناولت قصة فتاتين كاثوليكيتين تجتازان تجربة الجنس الأول. ورغم الاستحسان الدولي، كانت تُنتقد بشدة في وطنها على تصويرها للنساء ورموزهن في العشق.

واصلت كتابة أعمال مختلفة حتى العام 2016، حيث نشرت "الكراسي الحمراء الصغيرة"، وتناولت موضوعات صعبة مثل التحولات الثقافية والجنسية. في عام 2019، أصدرت رواية "فتاة" التي تناولت معاناة الفتيات المختطفات من قبل بوكو حرام. أدلت بتصريحات تعكس إيمانها بأن صراعات النساء عالمية، بغض النظر عن المكان.

طوال حياتها، واجهت أوبراين تحديات عدة لكنها تشبثت بإبداعها. حتى أثناء محاربتها المرض، استمرت في الكتابة يومياً، مُصممة على التعبير عن أفكارها ومشاعرها بوضوح.