حكم القضاء الهولندي ببراءة اللاجئ السوري محمد ب، بعد أن كان قد حُكم عليه العام الماضي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة المشاركة في منظمة إرهابية، وذلك لعدم وجود أدلة كافية تثبت تورطه في حركة “أحرار الشام”.
وذكرت شركة “براكين دوليفيرا” للمحاماة في بيان صحفي أن “حكم المحكمة أُبطل يوم الخميس”، وفق ما نقلت وسائل إعلام هولندية. وأوضحت الرسالة أن المحكمة اعتبرت أنه لا توجد صلة متعمدة بين المساعدات الطارئة التي قدمها المشتبه به في سوريا وجماعة أحرار الشام المقاتلة، ولا توجد أدلة كافية على أن المشتبه به شارك في منظمة إرهابية في أي وقت.
حكم بالسجن 3 سنوات
وكان محمد قد حكم عليه العام الماضي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، منها سنة مع وقف التنفيذ، بتهمة لعب دور مهم داخل أحرار الشام التي تعتبر منظمة إرهابية في هولندا. ووفقاً للمحكمة في روتردام، ثبت حينها أن محمد كان لديه مهمة لوجستية في المنظمة، وشارك في جلب الأسلحة والمواد الغذائية وإمدادات الإغاثة لها.
لا أدلة على دور قيادي
أفادت وسائل إعلام هولندية أن المحكمة لم تجد إثباتات على أن اللاجئ السوري كان يشغل منصباً قيادياً، وأخذت في الاعتبار أن محمد أصبح معاقاً في الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011، وأنه أمضى خمس سنوات في سجن صيدنايا. وصل محمد إلى هولندا في عام 2017 وحصل على تصريح إقامة مؤقتة، وبعد معلومات وصلت للشرطة عن ماضيه، بدأ تحقيق أدى في النهاية إلى القبض عليه واحتجازه.
موقف النيابة العامة
طالبت النيابة العامة الهولندية في محكمة روتردام بالسجن 12 عاماً على اللاجئ السوري بتهمة الإرهاب، مشيرة إلى أن هناك أدلة مقنعة على أن محمد لعب دوراً مهماً داخل حركة “أحرار الشام”. وذكرت النيابة العامة أن محمد كان المدير المالي لأحرار الشام في محافظة الرقة بين يناير 2012 ويونيو 2015.
وأشارت النيابة إلى وجود محادثات “شات” وصور ومستندات وأقوال الشهود التي تثبت تورطه، بالإضافة إلى أدلة عُثر عليها عند القبض عليه، منها هواتف وأقراص صلبة.
خلفية القضية
ظهر محمد في عدة صور حاملاً أسلحة ثقيلة، وبحسب النيابة العامة، يمكن تصنيف بعض الصور على أنها “جهادية عنيفة”. نفى محمد جميع الاتهامات، قائلاً إنه عمل مع منظمة إنسانية ولم يكن جزءاً من الحركة.
يُذكر أن هولندا اعتقلت سوريين آخرين بتهمة الانتماء إلى “أحرار الشام”، التي تعتبرها وزارة العدل الهولندية منظمة إرهابية، بينما تصنفها وزارة الخارجية الهولندية بأنها جماعة معتدلة.
في عام 2021، برأت محكمة روتردام اللاجئ السوري عبد الرزاق ب، الذي كان مقاتلاً سابقاً في الحركة، معتبرة أنه ليس إرهابياً لأنه كان يدافع عن منزله.
منذ عام 2011، وصل عشرات آلاف السوريين إلى هولندا بحثاً عن مستقبل أفضل بعد فرارهم من الحرب، ويقدر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من مئة وخمسين ألفاً.