حذر قادة عسكريون إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن الجنود يعانون من إرهاق بعد تسعة أشهر تقريباً من الخدمة المستمرة في الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفقًا لتقارير من الهيئة الإذاعية الإسرائيلية العامة "كان".
وقال القادة المسؤولون عن أربع كتائب تعمل في غزة إنهم أبلغوا نتنياهو بأن "الجنود يعانون من إرهاق بسبب الخدمة المستمرة لمدة تسعة أشهر". ويأتي ذلك في الوقت الذي قتلت فيه إسرائيل ما يقرب من 38 ألف شخص في غزة منذ بدء النزاع في تشرين الأول 2023 إثر هجوم عبر الحدود شنته حماس والذي أودى بحياة أكثر من 1200 شخص وأسفر عن احتجاز نحو 250 إسرائيلياً رهائن.
وشدد القادة العسكريون على ضرورة مراعاة إرهاق الجنود عند اقترابهم من نقطة محتملة لتفكيك قدرات حماس الحكومية في الإقليم. ومع ذلك، نفى نتنياهو التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ستنهي الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها، والتي تشمل تدمير حماس، وإنقاذ جميع الرهائن، وضمان عودة آمنة للسكان في المناطق الحدودية.
يأتي الكشف عن إرهاق القوات في الوقت الذي دفع فيه كبار الجنرالات الإسرائيليين نتنياهو نحو وقف إطلاق النار في نزاع غزة. ووفقًا لصحيفة "حرييت اليومية"، طالب القادة المسؤولون عن القوات في غزة رئيس الوزراء بالموافقة على وقف إطلاق النار بسبب الضرر الذي خلفه القتال المطول على الجنود.
ويتماشى هذا مع التقارير السابقة التي أفادت بأن بعض كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يريدون إيقاف الهجوم في غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة للوقت الحالي. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أفادت بأن كبار الجنرالات يسعون إلى وقف إطلاق النار قبل تحقيق جميع أهداف إسرائيل، مشيرة إلى الضغط على القوات.
عدم المساواة في تحمل الأعباء يؤثر على المعنويات
أبلغ القادة العسكريون الإسرائيليون نتنياهو أيضاً أن عدم المساواة في تحمل أعباء الخدمة العسكرية بين الجنود العاديين والمجتمع اليهودي المتشدد (الحريديم) يؤثر على أداء الجيش. وواجهت طائفة الحريديم انتقادات بسبب انخفاض معدلات خدمتهم العسكرية مقارنة بالسكان اليهود بشكل عام.
ويُشير هذا إلى أن مشاكل الإرهاق والمعنويات داخل الجيش الإسرائيلي تتجاوز مجرد مدة النزاع في غزة، وقد ترتبط بتوترات اجتماعية أوسع ومظالم في التزامات الخدمة الوطنية.
يأتي إرهاق القوات الإسرائيلية في غزة في الوقت الذي لا تزال فيه التوترات مرتفعة على طول الحدود مع لبنان، مع وجود تهديد محتمل بحرب أوسع. وحذر القادة العسكريون الإسرائيليون من أنهم "على أهبة الاستعداد للغاية" لشن هجوم على جماعة حزب الله اللبنانية، التي كانت تشن هجمات من لبنان تضامناً مع حماس.
ودعا المسؤولون اللبنانيون المجتمع الدولي إلى إظهار التضامن مع لبنان في مواجهة هذه التهديدات الإسرائيلية، حيث أصدرت عدة دول تحذيرات لمواطنيها بتجنب السفر إلى لبنان وسط تصاعد التوترات. ويبدو أن احتمال نشوب حرب على جبهتين ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان يضغط على الجاهزية والقدرات العسكرية الإسرائيلية.
بشكل عام، تشير تقارير إرهاق وانخفاض معنويات الجنود الإسرائيليين في غزة، جنباً إلى جنب مع تهديد محتمل بتوسيع النزاع إلى لبنان، إلى أن القتال المطول يلحق ضررًا كبيراً بالجاهزية العسكرية الإسرائيلية وقدرتها على تحقيق أهدافها. وقد يزيد هذا من الضغط على الحكومة الإسرائيلية للسعي إلى وقف إطلاق النار، حتى لو لم يكن ذلك كافياً لإزالة التهديد من حماس والجماعات المتطرفة الأخرى بشكل كامل.