حملة أمنيّة واسعة تستهدف اللاجئين السوريين في عنتاب

السوري اليوم
السبت, 29 يونيو - 2024
سوريون يعبرون إلى الجانب السوري
سوريون يعبرون إلى الجانب السوري

تشهد ولاية عنتاب جنوب تركيا، منذ يوم الأربعاء الماضي، حملة أمنية مكثّفة تستهدف اللاجئين السوريين، حيث تم نشر عشرات نقاط التفتيش في مختلف أرجاء الولاية.

وفقًا لمصادر نشرها موقع تلفزيون سوريا، تجري السلطات التركية عمليات تفتيش واسعة النطاق على منازل اللاجئين وأماكن عملهم، بالإضافة إلى نشر أكثر من 60 نقطة تفتيش في الأسواق والمولات ومحطات المواصلات.

وأضافت المصادر أنه تم نقل مئات السوريين إلى مراكز الترحيل في ولاية عنتاب خلال الـ24 ساعة الماضية، بمن فيهم من المقيّدين بالكود "V-160"، والذي يرتبط بعدم تحديث عنوان السكن.

وبحسب المصادر، قد تستمر الحملة أكثر من 10 أيام في ولاية عنتاب، دون وجود معلومات واضحة عن أهدافها أو مدتها، وقد تنتقل بعدها إلى ولايتي مرسين وهاتاي القريبتين في الجنوب التركي.

أثارت هذه الحملة مخاوف واسعة بين اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يعيشون أصلاً في ظروف صعبة. وقد جاءت الحملة بعد إطلاق 41 منظمة مجتمع مدني في غازي عنتاب بياناً مشتركاً غير مسبوق، يحذّر من "غرق" الولاية تحت وطأة تدفق اللاجئين السوريين.

تأتي هذه الحملة الأمنية في ظل تزايد المشاعر المناهضة للاجئين من قبل المعارضة التركية، حيث يُحمّل البعض اللاجئين مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وارتفاع معدلات البطالة والتضخّم.

التوتر المتزايد تجاه اللاجئين السوريين في تركيا

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا موجة متصاعدة من المشاعر المعادية والتمييز العنصري، حيث يُنظر إليهم على أنهم المسؤولون عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وفقًا لدراسات، فإن 92% من السوريين في تركيا يقولون إنهم يتعرضون للتمييز. وتُظهر الأبحاث أن الجزء الضعيف اقتصادياً من الجمهور، على وجه الخصوص، يرى اللاجئين السوريين هم السبب الرئيسي للمشاكل الاقتصادية.

كما أن نسبة كبيرة من المشاركين في استطلاعات الرأي ترى أن السوريين "سلالة أقل موهبة"، وثلث المشاركين قالوا إنهم لا يعتقدون أن اللاجئين السوريين هم ضحايا حرب.

وتزداد المشاعر المعادية للاجئين السوريين خلال فترات الانتخابات، حيث يرتبط ذلك مباشرةً بالهجمات العنصرية التي يتعرض لها السوريون.

تداعيات الحملة الأمنية على اللاجئين السوريين

تأتي هذه الحملة الأمنية في سياق تدهور ظروف اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا منذ زيارة مؤسسة اللاجئين الدولية لتركيا في مايو 2023.

وأفادت مصادر لمؤسسة اللاجئين الدولية أن السلطات التركية قد كثّفت من الغارات والاعتقالات والترحيل الممنهج للاجئين السوريين، والتي بدأت في يناير 2023.

وبحسب تقديرات مقدمة لمؤسسة اللاجئين الدولية من ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، تم ترحيل ما يصل إلى 20 ألف سوري منذ يناير 2023.

وأثارت الغارات المكثفة مخاوف داخل المجتمعات السورية، لا سيما بسبب طبيعتها العشوائية وشمولها لأولئك الحاصلين على الحماية المؤقتة.

وأعرب لاجئ سوري لمؤسسة اللاجئين الدولية عن مخاوفه قائلاً: "يحتاج اللاجئون السوريون إلى إجراءات قانونية واضحة. الحماية المؤقتة ليست واضحة ولا يوجد ضمان أنها ستحميك".

خاتمة

تُظهر هذه التطورات تدهور الأوضاع بشكل خطير للاجئين السوريين في تركيا، مع تصاعد الحملات الأمنية واستهداف السلطات لهم، وسط ارتفاع وتيرة المشاعر المعادية للاجئين في المجتمع التركي.

ويحتاج السوريون إلى ضمانات قانونية واضحة لوضعهم في تركيا، وتخفيف الضغوط الأمنية عليهم، وتحسين ظروف معيشتهم، لتجنب مزيد من المعاناة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.