اجتمع زعماء من 90 دولة من دول العالم في منتجع جبلي في سويسرا السبت لمحاولة حشد التأييد لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة يغيب عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت..
وقالت مصادر إن من المتوقع أن تركز المحادثات على المخاوف الأوسع نطاقا التي أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي، إلى جانب مسودة الإعلان الختامي الذي يؤكد أن روسيا هي الطرف المعتدي في الصراع.
وأعرب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مع افتتاح القمة عن أمله في التوصل "إلى سلام عادل بأسرع وقت ممكن"، وأنه سيقدم اقتراحات سلام الى روسيا ما أن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.
وقال زيلينسكي في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا "حين تصبح خطة العمل على الطاولة، و(تكون) شفافة بالنسبة الى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها الى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلا من وضع حد للحرب".
وتهدف القمة إلى محاولة الاتفاق على منصة دولية أساسية لمحادثات السلام النهائية بين كييف وموسكو..
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن "السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه دون إشراك روسيا". بيد أنه دعا الأخيرة في الوقت ذاته، إلى الانسحاب الكامل من أوكرانيا المحتلة جزئيا.
وأضاف شولتس: " بوسع روسيا أن تنهي هذه الحرب اليوم أو في أي وقت إذا أوقفت هجماتها وسحبت قواتها من أوكرانيا".
وأوفد بايدن نائبته كاملا هاريس بدلا منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف، بينما يشارك وزير الخارجية السعودي في القمة ممثلا عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأرسلت الهند وفدا أقل مستوى. وتجاهلت بكين القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة.
وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا حيث تتعرض البنية التحتية لضربات روسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي إن أي عملية ذات مصداقية نحو تحقيق السلام ستحتاج إلى مشاركة روسيا. وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن أي محادثات سلام ذات مصداقية بشأن الحرب في أوكرانيا ستحتاج إلى مشاركة روسيا وإنها ستتطلب "تسوية صعبة".
وأضاف أن السعودية ملتزمة بالمساعدة في إنهاء الصراع. وقال "نعتقد أنه من المهم أن يشجع المجتمع الدولي أي خطوة نحو مفاوضات جدية ستتطلب تسوية صعبة في إطار خارطة طريق نحو إلى السلام".
والسعودية واحدة من أبرز الدول المرشحة لاستضافة ما يتم تناوله ليكون مؤتمر متابعة للتجمع المنعقد هذا الأسبوع والذي يضم العشرات من زعماء العالم في سويسرا.
وعشية القمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف سريعا واعتبرتهما بمثابة طلب الاستسلام منها.
ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب. وقال شولتس إن الشروط تهدف لتعكير أجواء القمة. وأضاف في مقابلة تلفزيونية أخرى "الجميع يعلم أن هذا الطرح لا يمكن أخذه على محمل الجد وأنه مرتبط بشكل ما بمؤتمر السلام في سويسرا".
وتريد سويسرا، التي تتخذ موقفا محايدا وتولت استضافة القمة بناء على طلب زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا.