قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينهيرو، في تقرير صدر في جنيف اليوم الاثنين "منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت سوريا أكبر تصعيد في القتال منذ أربع سنوات. ومع الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، أصبح من الضروري بذل جهد دولي حازم لاحتواء القتال على الأراضي السورية" وأضاف: “لا يستطيع الشعب السوري تحمل أي تصعيد إضافي لهذه الحرب المدمرة التي طال أمدها. يعيش أكثر من 90% الآن في فقر، والاقتصاد في حالة سقوط وسط تشديد العقوبات، كما أن تزايد الفوضى يغذي الممارسات المفترسة والابتزاز من قبل القوات المسلحة والميليشيات”.
وأشار إلى تصاعد القتال في سوريا عقب انفجارات خلال حفل تخرج في الكلية الحربية في مدينة حمص التي تسيطر عليها الحكومة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن مقتل 63 شخصا على الأقل، بينهم 37 مدنيا، وإصابة عشرات الأشخاص.
وردت القوات السورية والروسية بقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين. وقالت اللجنة إن هذه الهجمات، "التي قد ترقى إلى جرائم حرب"، أصابت المستشفيات والمدارس والأسواق ومخيمات النازحين واستخدمت القوات السورية الذخائر العنقودية في مناطق مكتظة بالسكان.
ووفق تقرير لجنة التحقيق الأممية لا تزال سورية تمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث لا يستطيع أكثر من 13 مليون سوري العودة إلى ديارهم.
وتحدث عن صعوبات “غير مسبوقة” يواجهها السوريون، إذ يحتاج الآن 16.7 مليون شخص داخل البلاد إلى المساعدة الإنسانية، وهو أكبر عدد من الأشخاص المحتاجين منذ عام 2011.
ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق الأممية حول سورية تقريرها هذا، الذي يعد الأخير لولايتها، إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 18 مارس/آذار الجاري.