انتشرت رسالة كتبتها اسيرة إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي شكرت من خلالها فصائل المقاومة الفلسطينية على حسن تعاملهم معها وامتنانها الكبير لهم حيث نشرت كتائب عز الدين القسام صورة لرسالة الشكر والتي أثنت فيها على إنسانية حماس في تعاملهم مع طفلتها، التي اعتبرت نفسها "ملكة في غزة".
كتبت المحتجزة الرسالة بتاريخ 23 نوفمبر الحالي، أي عشية التبادل ووقعتها باسمها واسم ابنتها بتوجيه الشكر من أعماق قلبها لمن سمتهم بالجنرالات الذين رافقوها خلال الأسابيع الماضية على إنسانيتهم التي أظهروها تجاه ابنتها.
وأكدت أن جميع من قابلتهم وحتى القيادات تصرفوا تجاه ابنتها برفق وحنان، وكانوا لها بمثابة الأبوين، وأكدت في رسالتها لعناصر القسام أنها ستبقى شاكرة لهم للأبد لأن ابنتها لن تخرج مصابة بصدمة نفسية، رغم الوضع الصعب والخسائر التي أصابت غزة، وختمت رسالتها بتمنياتها لهم ولعائلاتهم بالصحة والعافية.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن شهادات المحتجزين المفرج عنهم مؤخرا من قبل حركة حماس في غزة أكدت بالفعل أن الحركة أحسنت معاملتهم، وأنهم لم يتعرضوا لأي نوع من العنف أو الإهانة، وهو ما يدعم شهادة الأسيرة الإسرائيلية المسنة "ليفشيتس" المفرج عنها نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أثارت تصريحات المحتجزين الإسرائيليين ضجة في مختلف الأوساط الإسرائيلية التي وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة" بنيامين نتنياهو "وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف وفقا للاعلام العبري .
وأطلقت حركة حماس حتى الآن سراح 50 مدنيا إسرائيليا مقابل 150 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال، ضمن اتفاق الهدنة بين الطرفين الذي يشمل أيضا إدخال مساعدات إنسانية ووقودا لقطاع غزة، وتم تمديده يومين إضافيين.
وعلق محلل عسكري إسرائيلي واصفا (حماس) بأنها "فقأت عين إسرائيل" بمشهد تسليمها أسرى إلى الصليب الأحمر من قلب مدينة غزة مساء الأحد، في استعراض قوة مفاجئ من قبلهم.
وكتب المحلل العسكري بموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي "أمير بوحبوط " أن "لقطات وزعتها حماس تظهر إطلاق سراح المختطفين قرب نصب المقاومة في المدينة، تثير تساؤلات عن مستوى السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ومستوى الالتزام بمواصلة العملية".
واضاف بوحبوط " المشاهد التي بثتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس، أثارت سخط الإسرائيليين، ونسفت رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لروايته، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تماما على المكان.
وتساءل بوحبوط مشككا "من هو المالك الحقيقي في غزة؟"، علما أن جيش الاحتلال كان طبّق سياسة الأرض المحروقة وأحدث دمارا هائلا في شمال القطاع قبل أن يقتحم المنطقة، ليعلن لاحقا أنه يسيطر عليها مضيفا أن التوثيقات الإضافية التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي تثير تساؤلات "حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة كما يبدو".
مساء أمس الأحد أتمت حركة حماس تنفيذ عملية تسليم المحتجزين الإسرائيليين في "ساحة فلسطين" في مدينة غزة التي يزعم الاحتلال السيطرة عليها، وكان ذلك ضمن المرحلة الثالثة من اتفاق التبادل الذي شمل إطلاق سراح 13 إسرائيليا من غزة، مقابل 39 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.