تشهد الحرب الأوكرانية الروسية تصاعداً في التوترات والأحداث على الأرض، حيث تسعى الأطراف المتصارعة إلى تحقيق مكاسب استراتيجية قبيل حلول فصل الشتاء.
وأفادت تقارير استخباراتية بريطانية بأن روسيا تسعى إلى توسيع نطاق تقدمها غرباً، بهدف إقامة منطقة عازلة حول منطقة لوغانسك أوبلاست، حيث من المتوقع أن تشهد المناطق الحدودية بين أوكرانيا وروسيا تصاعداً في الاشتباكات خلال الشهور المقبلة.
ووفقاً لبيان نشرته وزارة الدفاع البريطانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تمت ملاحظة تحركات استراتيجية من قبل روسيا تستهدف محور كوبيانسك - ليمان، حيث تستهدف بزيادة الهجمات في هذه المنطقة خلال الأشهر القادمة، وفي المقابل، تسعى أوكرانيا إلى تنفيذ هجمات مضادة تهدف إلى تعزيز تقدمها جنوباً، بهدف السيطرة على الممر البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم.
وقد أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، أن القوات الأوكرانية تحقق تقدماً جنوباً، وأن خطوط الدفاع الروسية تظهر تراجعاً واضحاً.
وأشار بودولياك إلى أن القوات الروسية تجد نفسها تحت ضغط متزايد في مناطق باخموت وجنوب أوكرانيا.
ومع ذلك، لم تتوقف الهجمات الصغيرة التي يشنها الجيش الروسي عبر المنطقة الشمالية الشرقية، حيث تمكن من تحقيق تقدم محدود في هذه المناطق. وبالرغم من التحديات التي تواجهها، لا تزال القوات الغربية الروسية تمضي قدماً في تنفيذ هجماتها المحدودة.
من جهة أخرى، ينبغي الانتباه إلى أن روسيا قد تبذل مزيداً من الجهود العدائية في المستقبل، حيث يشير تقرير وزارة الدفاع البريطانية إلى إمكانية عودتها إلى هجمات على مستوى عملياتي في المنطقة الشمالية الشرقية. وتتجه تلك الجهود الرامية لاستعادة الزمام إلى تحقيق تقدم نحو الجهة الغربية، مع التركيز على تأسيس منطقة عازلة حول لوغانسك أوبلاست.
تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا تمكنت العام الماضي من استعادة السيطرة على بلدة كوبيانسك، التي كانت تحت سيطرة روسيا في منطقة خاركيف. وبالنظر إلى تطورات الأحداث الحالية، يبقى الصراع الأوكراني الروسي على صفحة الأحداث الدولية واحدًا من أهم التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
