قال بيل روجيو، مدير التحرير في صحيفة ” لونغ وور جورنال” ” العسكرية إنه من الواضح أن الروس يحاولون مضايقة جهود الولايات المتحدة وجهود المراقبة والجهود العسكرية داخل سوريا”. وأوضح أن الروس يحاولون الضفط على الأمريكيين لمغادرة سوريا حتى يكتسب الروس مكانة أكبر هناك”.
وتأتي تعليقات روجيو بعد أيام فقط من قيام طائرة مقاتلة روسية بالتحليق حول طائرة مراقبة أمريكية في سماء سوريا ، وهو الحادث الذي عرض حياة العديد من الطيارين الأمريكيين للخطر، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وجاء الحادث الأخير امتداداً لسلسة من الحوادث في سوريا حيث اختبرت القوات الروسية نظيرتها الأمريكية دون خوف على ما يبدو من العواقب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر البنتاغون لقطات تظهر الطائرات الروسية وهي تحلق على مقربة من عدة طائرات أمريكية بدون طيار مع نشر قنابل مضيئة.
وفي اليوم السابق، حلقت المقاتلات الروسية من طراز SU-35 مباشرة في مسار رحلة طائرات MO-9 Reaper التي تديرها الولايات المتحدة وأجبرت الطائرة بدون طيار على اتخاذ إجراءات مراوغة.
وكشف البنتاغون لاحقًا أن الطائرات المسيرة التي تعرضت للمضايقات هي نفس الطائرات التي استخدمت في اليوم السابق في غارة في شرق سوريا أسفرت عن مقتل أسامة المهاجر، أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية.
في حادثين آخرين هذا الشهر، قامت روسيا بمهمة استخباراتية فوق حامية عسكرية أمريكية واعترضت طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 في نفس اليوم الذي حلقت فيه طائرة روسية فوق ثكنة التنف، التي تضم القوات الأمريكية في شمال سوريا ، لفترة طويلة من الزمن ، منتهكة بذلك خط تفادي الصراع المتفق عليه بين البلدين.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لشبكة فوكس نيوز إن الإجراءات الروسية الأخيرة تنتهك “البروتوكولات المعمول بها والمعايير الدولية ، وتهدد سلامة الأفراد الأمريكيين والروس”.
وأضاف المتحدث أن “رحلة الاستطلاع الروسية غير المعلنة وغير المنسقة صباح الجمعة مثال آخر على استمرار سلوكها غير المهني والخطير في سوريا”.
وقال:””قبل أسبوعين ، عرضت الطائرات العسكرية الروسية نفس النشاط غير الآمن وغير المهني: طائراتها المقاتلة كانت تضايق الطائرات الأمريكية بدون طيار خلال مهمة روتينية ضد أهداف داعش. لقد ألقت عدة مشاعل اشتعلت في احتراق مباشر أمام الطائرات الأمريكية، مما تسبب في اضطرابات غير آمنة ومخاطر أجبرت طائراتنا على القيام بمناورات مراوغة”.
وجاءت جميع الحوادث بعد قيام روسيا بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود في مارس، حيث حلقت الطائرة المقاتلة الروسية بالقرب من الطائرة بدون طيار لتصطدم بها وتدفعها إلى الأرض.
روبن: سوريا تحولت إلى “مستعمرة روسية”
وقال جويل روبن، نائب مساعد وزيرة الخارجية السابق لإدارة أوباما، إن روسيا تعتبر سوريا جزءًا من مجال نفوذها. وقد أصبحت قوة بحكم الواقع في قلب الشرق الأوسط نتيجة لذلك”.
وأضاف أن موسكو لا تريد التخلي عن “رأس الجسر هذا” مشيراً إلى أن الروس سيقومون بجميع المحاولات، التي يمكن أن تساعد على طرد الولايات المتحدة من المنطقة.
وأشار روبن أيضًا إلى أن روسيا تتطلع إلى اختبار القدرات الأمريكية في محاولة للحصول على معلومات قد تجدها مفيدة في المستقبل.
وقال روبن: “إنهم يريدون معرفة المزيد عن القدرات الأمريكية، إنهم يريدون أن يروا إلى أي مدى يمكنهم الذهاب لدفع الولايات المتحدة، وهل يمكنهم على المستوى التكتيكي الحصول على معلومات حول القوات الأمريكية والأمريكية والقدرات التي يمكن أن يستخدموها في أماكن أخرى؟”
وأضاف روبن أنه لا يرى أن روسيا ستتخلى عن تكتيكاتها في سوريا في أي وقت قريب ، مشيرًا إلى أن البلاد تحولت أساسًا إلى مستعمرة روسية وأن الروس سيستمرون في اعتبارها جزءًا حيويًا من دائرة النفوذ.
