اختتمت القمة العربية في جدة بعد أن سرق أضواءها حضور الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والسوري بشار الأسد، وتصدر جدول أعمالها النزاعان السوداني واليمني.
اختتمت القمة العربية الـ32، اليوم الجمعة (19 أيار/مايو 2023)، واعتمد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة "إعلان جدة"، بحسب ما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بصفته رئيس القمة،
وأعلن ولي العهد السعودي اعتماد القرارات الصادرة عن القمة ومشروع جدول الأعمال و"إعلان جدة
وأكد القادة العرب في بيانهم "على مركزية القضية الفلسطينية لدولنا باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة". وأضاف الإعلان "ندين بأشد العبارات، الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة، ونؤكد على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية". ودعا القادة العرب في بيانهم "المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي من شأنها عرقلة مسارات الحلول السياسية وتقويض جهود السلام الدولية".
وجاء في إعلان جدة "نتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في السودان، ونعرب عن بالغ قلقنا من تداعيات الأزمة على أمن وسلامة واستقرار دولنا وشعوبنا". ونؤكد "على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين"
وذكر الإعلان "نجدد التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار اليمن ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية"
وأعرب إعلان جدة الصادر في ختام اجتماع القادة العرب "عن التضامن مع لبنان وقالوا "نحث كل الأطراف اللبنانية للتحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته"
ورفض البيان التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وقال "نشدد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة
واكد الإعلان "على أن التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة
وحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة العربية كضيف شرف. واستقطب وصول زيلينسكي المفاجئ الى جدة، الانتباه، في محطة قبل أن يتوجه الى اليابان حيث سيشارك أيضاً في قمة مجموعة السبع المنعقدة في هيروشيما.
وهي الزيارة الأولى له الى المنطقة منذ بدء الغزو الروسي لبلاده قبل أكثر من سنة.
واتّهم الرئيس الأوكراني زعماء عرب بـ "غضّ الطرف" عن تصرفات روسيا في بلده، مطالباً بموقف موحد "لإنقاذ الناس" من السجون الروسية. وقال زيلينكسي الذي كان يرتدي بزّته الزيتية المعتادة "للأسف، هناك البعض في العالم، وبينكم هنا، يغضون الطرف عن (...) السجون والضمّ غير القانوني" للأراضي الاوكرانية، مضيفاً "أنا متأكد من أننا يمكن أن نتّحد جميعاً في إنقاذ الناس من أقفاص السجون الروسية"
ورحّب القادة العرب في الجلسة الافتتاحية برئيس النظام السوري بشار الأسد بعد غياب استمرّ أكثر من عقد، منذ عُلّقت عضوية النظام السوري في الجامعة رداً على قمعه الاحتجاجات الشعبية التي خرجت إلى الشارع في 2011، قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام.
وقال الأسد في كلمته "ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإنّ الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي الإقليمي والدولي والذي تُوّج بهذه القمة". وأضاف "أتمنى أن تشكّل (القمة) بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار"
وتابع "هي فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكوّن اليوم".
مظاهرات مناوئة
وبعيداً عن القمة في سوريا، أرسل مراسلو السوري اليوم مظاهرات لألاف السوريين الجمعة في مدن عدة خارجة عن سيطرة النظام في شمال وشمال غرب البلاد، احتجاجاً على مشاركة الأسد في القمة العربية في السعودية،.
وخرج المتظاهرون إلى الساحات في مدن أعزاز وعفرين والباب تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها. في مدينة أعزاز، هتف متظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام"، أحد أبرز الشعارات التي رفعت خلال احتجاجات العام 2011. ورفع المتظاهرون لافتات عدة كتب على إحداها "دول التطبيع والتطبيل، إن كنتم تظنون أن الثورة انتهت فأنتم واهمون.