أوبزيرفر: الترحيب العربي غير المشروط بالأسد مدعاة للخزي التام

الاثنين, 15 مايو - 2023
صحيفة اوبزيرفر اللندنية
صحيفة اوبزيرفر اللندنية

قال المعلق في صحيفة "أوبزيرفر" اللندنية سايمون تيسدال بعد مقتل أكثر من 300 سوري فأي محاولة لإعادة تأهيل الأسد هي مخزية تماما وقال إن عملية إعادة تأهيل نظام بشار الأسد البشعة، حيث وجهت الدعوة لرئيس النظام السوري المجرم لحضور قمة الجامعة العربية هذا الأسبوع في السعودية، تعطي صورة عن الحكومات العربية التي لا تهتم إلا بنفسها.

ومن المنظور الإنساني، فقرارهم مخز تماما، فقد قتل أكثر من 300.000 مدني منذ أن حول الأسد بنادقه على الربيع العربي في سوريا عام 2011. وهو ما أدى إلى فرار 14 مليون سوري، ومعظمهم أصبحوا بدون طعام. ثم جاءت الهزات الأرضية في شباط/فبراير. ولم ينته النزاع بعد. ومات المئات من المدنيين في الغارات الجوية للنظام والطيران الروسي والقنابل العنقودية والصواريخ التي استهدفت النازحين في مخيماتهم في شمال- غرب سوريا، بمنطقة إدلب ودرعا وحماة وفي حلب بالشمال، حسب تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجاء فيه أن “هذه الهجمات وغيرها ربما وصلت إلى جرائم حرب”. وحذر التقرير “من استمرار الاعتقالات التعسفية والتغييب القسري والموت في المعتقلات والتعذيب”. وتم توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا بشكل جيد، ومع ذلك لا يوجد أي منظور لمواجهة الأسد للعدالة. وبالمقارنة فقد وجهت الجنائية الدولية اتهامات لزميله الديكتاتور فلاديمير بوتين، والسؤال لماذا لم تتم إدانة جزار دمشق؟ وهذا تجاهل لا يمكن تفسيره.

وبدلا ومن ذلك فسيتم الترحيب بالأسد وتوجيه دعوات له والغفران ومكافأته من حكام الخليج المستبدين الذين لا يهتمون كثيرا إلا بأسعار النفط وشراء نوادي الدوري الممتاز الإنكليزية والأوروبية، أكثر من اهتمامهم بحقوق إخوانهم العرب.

 وليس الجيران هم الذين يشتركون في العار بل آخرون، فقد ترددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالتدخل المباشر عام 2013، وهو تدخل كان سيوقف المجزرة. وفتح هذا التردد الباب لدخول إيران والروس حيث تم التأكيد على بقاء الأسد. وأضرت العقوبات الغربية التي كانت تهدف لإسقاط النظام بالمدنيين بدلا من ذلك.

وستظل سوريا الأسد غير مستقرة مهما حدث، ومقسمة

وإلى جانب كارثة سوريا، فقد كان فشل الغرب بالحفاظ على المعاهدة النووية مع إيران مدعاة لإضعاف مصداقيته بالمنطقة. وكما هو الحال، يقدم العراق إرثا ساما، ثم هناك الفشل الذريع والوعد الذي لم ينفذ بتحقيق دولة فلسطينية. وتضاعفت معاناة الفلسطينيين بشكل كبير في وقت تحولت فيه إسرائيل التي لا تردعها الحكومات العربية أو الغرب نحو اليمين المتشدد. وشهدت الضفة الغربية مقتل أكثر من 100 فلسطيني هذا العام على يد القوى الأمنية. وواحد من الأمور المثيرة للغضب، هدم مدرسة تدعمها دول الاتحاد الأوروبي وهناك 58 مدرسة أخرى مهددة بالهدم.

وفي الوقت نفسه سقط في العنف المرتبط بغزة العديد من الأبرياء الفلسطينيين في غالبيتهم. ومع ذلك فإن معظم الساسة في الغرب والإعلام والمعلقين يتصرفون وكأن الأمر لا يحدث. وهذا ما يعنيه التطبيع في الحقيقة بالشرق الأوسط، فقد أصبح قتل الأبرياء روتينا. والقادة العرب ليسوا أحسن، فالمصلحة الخاصة والنرجسية تعميهم عن الإنسانية المشتركة. ولن يتوقع ضحايا الأسد، النساء الإيرانيات المحتجات، والفلسطينيين المضطهدين، أي مساعدة من هذا الجانب أيضا.