نظمت جمعية "بيت سوريا" في العاصمة الفرنسية باريس الأحد توقيع رواية الزميل حسين الزعبي " الأموات يلقون النكات" الرواية صدرت عن دار موزاييك في تركيا وتقع في 237 صفحة، عبر خلالها الكاتب عن رؤيته للوضع السوري ما قبل الثورة وبعدها عن طريق شخصيات مختلفة، تركز الرواية في قالبها السردي على المعاناة التي يعيشها السوري قبل الثورة وبعدها، فارس ونايا وصوفي وأصلان وفراس أشخاص تتحرك في الرواية في أمكنة وأزمنة مختلفة وأشخاص آخرون يمثلون طبقات اجتماعية معينة يقع عليها جور النظام السوري. فارس الذي أصيب بالسرطان في الغربة دأب على كتابة رسائل لصديقته صوفي يشرح لها فيها عن الأوضاع السورية، هذه الرسائل تحولت في النهاية إلى رواية. الكاتب يعطي في روايته للقاريء صورة حية عن سورية ما قبل الثورة عن طريق صديقين صحفيين يعملان معا ويقطنان في شقة مشتركة وكل منهما لديه مشاكله الخاصة العاطفية والمادية. وكأن الكاتب يضع تجربته التي عاشها في سوريا، ويحملنا بجولة داخل دمشق وشوارعها ويذكرنا بأسمائها. وتأتي نقطة التحول الكبرى باندلاع الثورة السورية الكبرى حيث تزداد المعاناة وتنقلب حياة الأشخاص رأسا على عقب. الزعبي وثق حالات المجتمع السوري خلال الحقبة الأسدية الأولى (حقبة الأب)، ثم فترة ما بعد الثورة مع نظام الإبن الذي جعل من سورية ساحة لحرب على الشعب الثائر وارتكاب المجازر، والاعتقالات والتعذيب. "الموتى يلقون النكات" إضافة إدبية هامة لأدب الثورة بعين صحافي متمرس عايش الحقبتين وعاين بعين ثاقبة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيهما في بلد ترزح تحت حكم عائلة واحدة توارثت الحكم على بلد كان يصبو للديمقراطية. الموتى يلقون النكات في سوريا كأن الشعب السوري المعروف بفنه إلقاء النكات لتمثيل حالات معينة سياسية وسواها شعب ميت ـ حي يسأل فارس صديق صوفي الفرنسية الأصل في الرواية: "أنت من شعب يجيد الضحك على الرغم من كثرة تذمره، أما نحن فربما نجيد إلقاء النكات، لكن وجوهنا ما عادت قادرة على الضحك، نصطنع الضحك وكأننا موتى يستمعون لنكات من موتى"، نظام جعل شعبا بأكمله أحياء ـ موتى. هذا ما عبر عنه الكاتب في روايته الذي لجأ إلى باريس بعد الثورة خشية الاعتقال والاختفاء قسريا كعشرات الآلاف من الشعب السوري.