في يوم الثورة يروي "أبو الشهداء" قصته

السوري اليوم - متابعات
الاثنين, 15 مارس - 2021
عائلة عبدالرزاق (إنترنت)
عائلة عبدالرزاق (إنترنت)

خلال عشر سنوات من الحرب، خسر عبد الرزاق محمد خاتون 13 ابناً وزوجة، ليجد نفسه في الثمانين من عمره مسؤولاً عن أسرة كبيرة بينها 11 حفيداً يتيماً. ورغم هول الفقدان، إلا أن لقب “أبو الشهداء” هو أكثر ما يعزّيه، وجلّ ما يتمناه تحقيق العدالة. بعد رحلات نزوح متعددة قادته من مسقط رأسه في محافظة حماة وسط إلى إدلب، استقر عبد الرزاق البالغ من العمر 83 سنة مع عائلة مؤلفة من ثلاثين فرداً، في أربع خيم شيدها على أرض زراعية استأجرها بين أشجار الزيتون في بلدة حربنوش القريبة من معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي. قبل اندلاع الحرب، ، يهنأ بحياة سعيدة مع ثلاث زوجات و27 ولداً، عمر أكبرهم 38 عاماً وأصغرهم ثمانية أعوام. لكن عشر سنوات من النزاع، قلبت حياته رأساً على عقب.

الطيران الروسي يقصف سراقب

يقول بحسرة: “قدّمت منذ بداية الثورة سبعة شهداء، قاتلوا مع الجيش الحر ضد النظام”.ويضيف: “بعدها قصفت طائرات كازية عاكف في سراقب، فقدت سبعة آخرين، زوجتي وأولادي”، بعضهم أطفال. وكان الطيران الروسي الداعم لقوات النظام قد شن غارة على محطة المحروقات المهجورة في سراقب في 23 كانون الثاني (يناير) 2020، هي التي تسببت بمقتل أفراد العائلة. يبكي أبو الشهداء عندما يرى صور أبنائه على هاتفه المحمول محملين من قبل عناصر الدفاع المدني بعد الغارة.

“شبان كالورود”

يقول الشيخ المكلوم: “الفراق صعب، في لحظة واحدة خسرت الجميع. شعرت حينها أن ظهري انكسر”، لكن “الله أعانني على التحلي بالصبر والشجاعة”.لكنه يؤكد أنه لم يشعر يوماً بالندم.. ثمّ يشرح بفخر: “صحيح أن خسارة الأولاد كبيرة، لكنّ الأرض تحتاج تضحية وأنا أرفع رأسي بهم. خسرت شباناً كالورود”.ويتابع: “حتى لو أصبحت في خيمة، لكنني أطالب بحقهم وبتحقيق العدالة، وسأعلّم أطفالهم أن الحق والحياة الكريمة يحتاجان إلى تضحية ولا يقبلان الظلم، وأن الكريم يضحي بروحه فداء للحرية والكرامة”.

نريد العدالة

ويخاطب الدول العربية والعالم: “نريد العدالة.. مرّت عشر سنوات، وعلى الدول كافة أن تقف اليوم مع سوريا وتدعمها”.يروي أبو محمد، الذي عمل في الزراعة قبل اندلاع الحرب، أن جلّ ما يريده هو الاستمرار في إعالة عائلته وتعليم الصغار، بعدما لجأ عدد من أبنائه الآخرين إلى دول الجوار وبالكاد يتمكنون من إعالة أنفسهم. ويوضح بتأثر يطغى على تقاسيم وجهه المنهكة: “أحلم أن يعيش أحفادي بكرامة وأن يكون لديهم منزل بدل الخيمة وسيارة نتنقل بها، وأن يعيشوا حياة سعيدة ويتذكروا قصص آبائهم في التضحية دفاعاً عن الأرض”.