كشف البنتاغون الأمريكي يوم أمس عن دور القوات الأمريكية الموجودة في سوريا والهدف الأساسي لها، مؤكداً بأنها فقط من أجل مكافحة تنظيم داعش، وهي لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط السورية، تعديلاً للأهداف التي حدّدها لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
النفط السوري والقرارات الأمريكية المتضاربة!
ووفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، فإن المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، قال للصحافيين: “إنّ موظفي وزارة الدفاع ومقاوليها من الباطن ليسوا مخوّلين مدّ يد المساعدة إلى شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سوريا ولا إلى موظفي هذه الشركة أو إلى وكلائها”.
وأجاب أيضاً ردّاً على سؤال بشأن مهمة القوات الأمريكية في سوريا، بالقول: “إنّ العسكريين الأميركيين المنتشرين في شمال شرق سوريا وعددهم حالياً حوالي 900 عسكري، هم هناك لدعم المهمة ضدّ تنظيم داعش في سوريا… هذا هو سبب وجودهم هناك”.
وجاءت تصريحات البنتاغون هذه مخالفة نوعاً ما لما قاله الرئيس السابق، ترامب في عام 2019 عندما عدَل عن قراره سحب جميع القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، قائلاً: “إنه سيبقي على بضع مئات من العسكريين حيث يوجد النفط”.
كما قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 “إن القوات الأميركية ستبقى متمركزة في هذه المنطقة الإستراتيجية، للحيلولة دون وصول تنظيم داعش إلى تلك الموارد الحيوية (النفط)، وسنرد بالقوة الساحقة على أي جماعة تهدد سلامة قواتنا هناك”.
قسد والسيطرة على النفط!
تقع آبار النفط السورية في شرق سوريا وشمالها الشرقي، وهي خارج سيطرة النظام السوري، وتحت سيطرة قوات قسد، وواجهتها المدنية التي تسمى الإدارة الذاتية الكردية، وتشكل عائدتها المصدر الرئيسي لدخلهم.
وتوصلت الإدارة الذاتية الكردية في عام 2020، إلى توقيع اتّفاق بينها وبين شركة النفط الأميركية “دلتا كريسنت إنيرجي”، الأمر الذي مكنّ قسد الإفلات من مجموعة واسعة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على النظام السوري.
داعش يعود من جديد!
وفي سياق متصل، حذّر قائد القيادة المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية، كينيث ماكنزي، خلال كلمة ألقاها لمركز أبحاث “الشرق الأوسط” بواشنطن، من عودة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وقال في كلمته: “لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديداً للولايات المتحدة”، موضحاً بأن “التنظيم سيستمر على شكل حركة تمرد، وسيحاول معاودة نشاطه في الشرق الأوسط وخارجه، وتطوير أهدافه”.
وأضاف بأنّ الخوف يكمّن من ظهور جيل جديد من المؤيدين لداعش، وذلك من خلال انتشار أفكاره بين المعتقلين في المعسكرات التي لا تشرف عليها الولايات المتحدة والموجودة في سوريا والعراق”، حسب قوله.
وأكد ماكينزي خلال حديثه، بأنه يوجد 10 آلاف من مقاتلي داعش في معسكرات الاعتقال، بينهم ألفان من الأجانب.
وتطرق للحديث عن الظروف في مخيم الهول، واصفاً إياها بالصعبة والخطيرة للغاية، خاصةً وأنّ المخيم يحتجز حوالي 62 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
والجدير ذكره أنّ فرنسا حذرت في وقتٍ سابقٍ، من عودة تنظيم داعش أيضاً، حيث قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، في يناير / كانون الثاني: “إن تنظيم داعش قد يعود إلى الظهور مجدداً في سوريا والعراق”، مؤكدةً بأن فرنسا ترى أنّ التنظيم لا يزال موجوداً.