أثار "موقع السوري اليوم" عدة تساؤلات بشأن الموقف الأمريكي من سوريا، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، على هامش جلسة لنائب وزير الخارجية الأمريكي جويل رابيورن، نظمها مدير عام مركز جسور للدراسات السيد محمد سرميني، حول تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الملف السوري.
كانت هذه الجلسة غنية بالتساؤلات، أبرزها حول الموقف الأمريكي تجاه الملف السوري والدعم الأمريكي لقوات "قسد" قوات سوريا الديمقراطية، و حليفتها البي كي كي.
الموقف الأمريكي من مجزرة التضامن
أثارت رزان أمين _ رئيس مجلس إدارة السوري اليوم، الإدانة الخجولة من قِبل الولايات المتحدة لمجزرة التضامن التي وقعت في حيّ التضامن بالعاصِمة السورية دمشق بالسادس عشر من نيسان/أبريل 2013 التي قامت بها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وتحديدًا الفرع 227 التابع لشعبة الاستخبارات العسكريّة بقتلِ مثات المدنيين الأبرياء، اقتيدوا إلى أحد أحياء دمشق المعزولة، و جرى إعدامهم الواحد بعد الآخر في مقبرة جماعيّة كانت قد أُعدت مسبقاً، وقد نشرت التقرير صحيفة الغارديان البريطانية.
تساءلت لماذا هذه الإدانة لم ترتقِ لبشاعة المجزرة، في حين قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات قيصر على النظام السوري بعد صور جثث القتلى المعتقلين تحت التعذيب التي سربها قيصر، على الرغم من بشاعتها والضحايا هم مدنين أبرياء ؟
السيد رايبورن علّق على هذا السؤال بقوله:
لم تحظَ مجزرة التضامن بالاهتمام الكافي من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حظيت ببعض الاهتمام في بعض الدوائر الأمريكية التي صدمتها هذه المجزرة، وصدمت الأوروبيين أيضاً، ومن المؤكد أنه سيكون لها نتائج طويلة الأمد ستترتب على نظام الأسد.
وما نراه اليوم وجود رغبة أكبر أوروبية، وأيضاً هناك رغبة بدأت تظهر في الولايات المتحدة، لمحاكمة نظام الأسد على جرائم الحرب وجرائم التعذيب التي ترتكب في سوريا، واعتقد أن مجزرة التضامن ستسرّع هذه الإجراءات والتحقيقات التي ستُتخذ لمحاكمة نظام بشار الأسد على هذه الجرائم.
الهدف من رفع العقوبات عن قسد
وحول سؤالها عن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من رفع عقوبات قيصر عن شمال سوريا والتي تضم قوات قسد والبي كي كي.
أشار جويل بشكل عام من الصعب التأكد أن النظام السوري لن يستفيد من هذا النوع من الاعفاء. لكن في نفس الوقت هذا الاعفاء سيعطي فرصة لإعادة الحياة في تلك المناطق حسب قوله:
"إذا نظرنا إلى الأمر بشكل أكبر، فإن هذا الدعم سيكون فرصةً للاستثمار الاقتصادي ودعماً اقتصاديا لمناطق شمال شرق سوريا وشمال غرب سوريا، ولكي تنجح هذه المقاربة، يجب الضغط على نظام الأسد سياسياً واقتصادياً لإجباره على إيقاف الحرب في سوريا".
رانيا قيصر : الغرب نادم على عدم إيقاف بوتين في سوريا
في سؤال للدكتورة رانيا قيصر _ الباحثة في مركز البحوث الأمريكية هادسن _ بواشنطن
قالت: عن دورها كباحثة سورية في مركز الأبحاث بالولايات المتحدة، للدفع حول إيجاد حل أو مخرج لهذه الأزمة أو الحرب، وخصوصاً أنها شهدت قصف النظام للمناطق السورية وناشدت الولايات المتحدة لإيقاف القصف.
أجابت أنه من خلال دراساتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، توصل المجتمع الغربي ككل إلى قناعة، أنه نادم جداً على عدم إيقاف بوتين في سوريا، ومعظم الباحثين والكتّاب والصحفيين يقولون إنه لو تم إيقاف بوتين في سوريا لما كان اليوم في أوكرانيا.
وأضافت أما بالنسبة إلينا كسوريين ماذا نستطيع أن نقدم؟
لدينا العديد من القضايا يجب متابعتها، وعلى رأسها قضية المعتقلين وهذا الملف من المفترض أن يكون فوق التفاوضي، يجب أن نرفع صوتنا بالإفراج عن المعتقلين دون قيد أو شرط، وللأسف هناك تقديرات تقول إن نظام بشار الأسد يُعتقد أنه قتل باقي المعتقلين.
وأشارت أنه بإمكاننا كمجموعة من الشعب السوري أن نكتب البيانات ونوجه الرسائل عبر وكلاء للإدارة الأمريكية، وليس فقط لوزارة الخارجية الامريكية، لأنها تعتبر كآلية تنفيذ، أما السلطة التشريعية (الكونغرس) فهو من يعطي الأوامر والقرارات.
من هنا يبدأ العمل، أي من الشعب السوري إلى الشعب الأمريكي، لمساندتنا بضغطه على الكونغرس الأمريكي.
أما عن المحاسبة التي تشمل النظام بأفراده، لا تبدؤه الدول بل الشعب هو من يبدأ، فهناك الكثير من المحاميين والقانونيين يستطيعون صياغة البيانات والرسائل التي تطالب بمحاكمتهم قانونياً.
ويبدأ العمل من مراكز البحوث كـ مركز جسور المقروء أمريكياً يبدأ من إرسال الرسائل والبيانات، يطالب فيها الإدارة الأمريكية لتكون على قدر المسؤولية.
تنظيم اللقاء
أما عن تنظيم اللقاء الذي قام به مركز جسور للدراسات فقد ذكر السيد وائل علوان_ مدير وحدة المعلومات في مركز جسور للدراسات، عن حرص المركز لتنظيم هذه اللقاءات لجمع النخب السورية من الإعلاميين والسياسيين مع الباحثين والخبراء والمسؤولين الغربيين بحوارات معمقة مع النخب السورية.
